تُعد الصداقة من أسمى، وأنبل العلاقات، وأرقاها بين البشر، خصوصاً إذا كانت مبنية على أساس من المحبة والمودة والإخاء والإخلاص والتّفاني، وإيثار كل صديقٍ لصديقه على نفسه.. إذاً الصداقة لا تتضح لنا إلا مع مرور الوقت وكثرة التجارب وجمال المواقف التي نمر بها، فيتضح هنا الصديق الحقيقي من أصدقاء المصلحة، فالصداقة شيء كبير لا توصفه الكلمات وإنما تثبته لنا المواقف التي تمر بها. يقول أحد الشباب: تبادلنا مرة محافظ النقود أنا وصديقي، فتشّت محفظته وعبث بمحفظتي، كنت أقرأ قصاصات الأوراق الكثيره التي تملأ المحفظة، قرأت إحداها ووجهي يملأهُ الدهشة، سألته: ماهذا؟. كان إيصالًا لجمعية إنسان بإسمي.. قال لي: كفالة يتيم، قُلت: ولمَ هو بإسمي؟ قال: كفلت يتيمًا عنك، قُلت منذ متى؟ قال: مُنذ عامين، قُلت ولمَ فعلت هذا.! أجابني "أخشى عليك من النار".. بالله عليكم.. أي حُبٍ هذا؟. فالذي يخاف عليك هو من يساعدك على دخول الجنة والنجاة من النار، وهذا هو الصديق الحقيقي: هو الذي يؤثرك على نفسه، ويتمنى لك الخير دائماً. وترويقة: الصداقة من أثمن الأشياء التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان في الحياة، فإن الحياة دون صديق لا طعم لها وقد تكون مليئة بالكآبة والوحدة، فاختر صديقك بعناية فائقة. ومضة: ليس الصَّدِيقُ الذي تَعلُو مناسبهُ بلِ الصديق الذي تَزكُو شمَائِلُهُ إنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُ أو نَابَكَ الهمّ لَم تَفتُرْ وسائِلُهُ