✒في البداية أرجوكم أن تسامحوني لأني سأثقل عليكم بمشاعري وأشواقي وخلجات قلبي، وليس لكم شيء إلا أني أشعر بمحبتكم وقربكم، لذا أريد أن تشاركوني مشاعري وأشواقي علّ هذا يخفف عني ما تأجج في صدري من نار أحرقت قلبي بموت والدي رحمه الله .. لأول مرة أكتب عزاءً لنفسي في والدي رحمه الله الذي توفي قبل أيام، فلست يتيماً بميزان قوانين اليتم المعروفة، ولست يتيماً لأني تجاوزت عمر اليتم، إلا أني أعاني الآن مشاعر اليتيم بفقد والدي رحمه الله والتي لا تحتاج إلى كثير من الموازين لتعرف ثقلها على النفس، ولكن .. هل لليتم عمراً ؟!! كان يوم موت والدي رحمه الله يوم حزين وكئيب، فقد وقع خبر وفاته على أذني، مؤلماً، وقاسياً، أفقدني القدرة على التصديق، وتخيلت أنني فى كابوس مزعج، سيذهب بمجرد الإستيقاظ، ولكن تبين وبعد مرور ساعات أن الخبر حقيقي"لقد مات والدي" .. نحن الأبناء الخاسر الأكبر بعد رحيل الوالدين أو أحدهما، فعند فراقهم سنحتاج إلى من يسمع شكوانا، ومن يربت على أكتافنا، ومن يدعو الله لنا بالنجاة والسلامة والستر والعافية، ومن يتحمل ضيقنا، ويوهن علينا همومنا، ويرمم انكسار نفوسنا، وسنفتقد من يفرح بشدة لفرحنا ونحاحنا .. ولكن هكذا هو حال الدنيا لا تقر على حال.. قال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}، نتألم لفقد عزيز وموت قريب، ولكن الألم سرعان ما يتحول من دموع وآهات إلى استغفار واسترجاع ودعوات وهذا من رحمة لله علينا، وعزائي بموت والدي رحمه الله هو كثرة المشيعين في المقبرة ودعاء المعزين .. *ترويقة: يا أيها الطاهر النقي.. يا أيها الطيب السخي؛ لو علمتُ أن رحيلك كان وشيكاً، لكُنتُ أعددتُ نفسي، وتقربتُ منك أكثر، ولتزودتُ من بِرِّك بما قد ينفعني بعد وفاتك، ولأخبرتك أني لا أجد نفسي من دونك، ولا أعلم كيف سيصبح شكل حياتي بعدك، ليتك تسمعني الآن لأُخبرك أنني أحبك .. *ومضة: رحمك الله ونور قبرك وجمعنا وإياك في دار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. آمين يارب العالمين.