إن رضا الناس غاية لا تُدرك ورضا الله غاية لا تُترك سعيك للثانية سبيل لإمتلاك الأولى دون عناء إنما بمنة الله.. كلنا يرغب بأن يكون محطّ اهتمام الآخرين وأن ينجذب الناس لحضوره، وتعتلي البسمات محياهم حين مروره.. وقد قيل: "بمحبة الناس وكسب قلوبهم تُصبح المرارة حلوة، وبالمحبة يُصبح النحاس ذهباً، وبالمحبة تُصبح الآلام شافية.. ولأن أهل الأرض شهوداً لأهل السماء فكسب محبتهم مؤشر مطمئن على القَبول هناك. ولا يكون ذلك إلا بأشياء نمتلكها ولربما نغفل عنها أو نستصغرها ولكنّها في أعين الأخرين سبيلاً سهلاً ميسراً للوصول إلى قلوبهم ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر مايلي : 1- كن لطيفًا مع من حولك بادرهم السلام بحرارة والسؤال بشوق وعلى محياك ابتسامة صادقة. 2- ساعدهم دون طلب وادع لهم ولوالديهم ولمن يحبون. 3- أنزلهم منازلهم وأعط كل ذي قدر قدره وشاركهم أفراحهم وأحزانهم وكأنك فرداً منهم . 4- اثني عليهم وأمتدحهم دون مبالغة فالنفس تميل إلى طيبّ الحديث واستشعر أنها صدقة واعلم أن القلوب تقف على الكلمات ، فإما أن ترقى بصاحبها لأعلى الهامات وإما أن يكون في أسفل المدارك. هنا ستكون سارقاً لا تُقطع يدك، بل ستقطع كل أواصر البغضاء والعدوانية بينك وبين من هم حولك.. سيقلدك الجميع في سرقتك السهلة الممتنعة لأن قلوب الناس لها أبواب لا تُفتح إلا برموز تأثيرها سحري عجيب، كلماتك، بسماتك عطائك، دعواتك، مساعدتك، سؤالك، طيبّ حديثك هي تلك الرموز التي ما أن تُطلقها إلا ويسقط ذلك الحائل لتسرق تلك المضغة وتجعل لك مأوى بداخلها.. أَحْسِنْ إلى النَّاسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهم فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ لتكون سارقاً جيداً ومحترفاً في سرقة القلوب .. افتح الباب لمن يستحق أن يصل إلى قلبك بهدوء دون عبث مخلفاً ضجيجاً وضوضاء ، اجمع زادك واسلك الطريق هادئاً متلمساً جدران المرر بحب ناثراً على طرقات زهرات ياسمين بيضاء يفوح أريجها في قلوبهم. بقلم إيمان عسيري