بقلم :أ/رحاب بنت مدرك الرويلي ✒العيد يومٌ جميل وإشراقةُ للألفةٍ والسرور* وفرحةٌ* تفيضُ على الحياةِ بمعنىً جميل وترسمُ في تفاصيلها المودة والمحبة* والسعادة فأن الكل ينتظِرُ بُزوغ فجر هذا اليوم بسعادة مختلفة وفرحة غامرة* من الصغير إلى الكبير فتهتف قلوبهم بشوق ولهفة وألسنتهم تَلْهَجُ بالدعاء والحمد على اكتمال الصيام لشهر الخير والبركات* . فالعيد شعيرة ربانية ومن سُننِ الله على أمةِ محمد صلى الله عليه وسلم وقد شرع الله لنا عيدين لا ثالث لهما ( عيد الفطر وعيد الأضحى) وقد* تفضل الله بهما على عباده المسلمين بعد الانتهاء من موسم الرحمة والبركات وما اعظمه من فضل حين تودع شهر الرحمة والخير لتستقبل يوم العيد لتظهر مشاعر الفرح والسرور* والاستبشار وتنشر روح المحبة والألفة بين العباد .* والعيد منهجٌ تربوي وله طابعٌ ذو قيمةٍ إنسانية اجتماعية عظيمة فهو فرصة ٌ لِرأب صدع العلاقات الأسرية والاجتماعية وتجديد تلك العلاقات وعودة الألفة بين الأسر من جديد . لابد أن نعيش أسمى معاني* العيد* وأجملُّ مظاهر الفرح فيه بما يرضي الله عزوجل دون تقييد أو تحجير على رغبة الفرد في أن يظهر تلك المشاعر بروحانية وتعبدية : عيد بأية حال عدت يا عيد* بما مضى أم لأمر فيك تجديدُ وللعيد آداب ومعاني جميلة تتميزُ بقيمها النبيلة التي شرعها الإسلام واختص الله بها أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن باقي الأمم ومن تلك الآداب والسنن : أولاً : الفرحة بالعيد : بإظهار مظاهر الفرح والسرور في يوم العيد وهذا من شعائر الدين . ثانياً: الوفاء للوالدين في العيدين: عندما نشتري مستلزمات العيد لأبنائنا وبناتنا يجب أن نتذكر من يشتريها لنا ونحن صغار ويفرحنا بها وهما الوالدين لنبدأ بهما قبل الجميع .وفي الأضحى المبارك يضحى عنهما وهذا وفاءاً لهم وأداءاً لحقهم . ثالثاً : الاغتسال والتزين ولبس الجديد : *وهذا من سنن العيدين قال ابن القيم رحمه الله: كان صلى الله عليه وسلم (يلبس للعيدين أجمل ثيابه فكانت له حلة للعيدين والجمعة) .* رابعاً : الوتر في أكل التمر : ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم قبل خروجه لصلاة العيد أن يأكل التمرِ وتراً سواء ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً. خامساً :مخالفة الطريق : ويكون ذلك بالذهاب من طريق والرجوع من طريق آخر تطبيقاً للهدي النبوي . سادساً : تأكيد صلاة العيد للرجال والنساء : ومن نعم الإسلام وتكريمه للمرأة أن منحها مكانتها وسمح لها بالخروج للصلاة في المسجد ولكن لابد من التقيد بآداب الخروج واللباس الشرعي . سابعاً: التهنئة بالعيد: وذلك بقول(تقبل الله منا ومنكم) أو أي عبارة حسنة نحوها ككل عام وأنتم بخير لإدخال معاني الفرح والسرور بين المهنئين .* فالعيد عند مجيئه يحملُ معه قيماً نبيلة ومعاني سامية يفرح الجميعُ بها ويأنس ومن تلك المعاني التآلف والمحبة الرحمة والرفق وهي معاني تزيد من بهجة العيد وسمو مكانته في قلوب الآخرين وذلك برحمة الضعفاء والفقراء وتقديم كل ما يفتح لهم باب السعادةِ والفرح : هذا هو العيد فلتصف النفوس به* وبذلك الخير فيه خير ما صنعا أيامه موسم للبر تزرعه* وعند ربي يخبئ المرء ما زرعا فالعيد من أفضل النعم التي أنعم الله بها على أمته بعد الفراغ من مواسم الطاعات فلابد أن نتلمس معانيه السامية والجميلة بما شرعها الله لنا وأن ننأ بأنفسنا عن الأعياد المبتدعة ونعيش الأنس والفرح في هذا اليوم بنسيان الخلاف وزرع المحبة والألفة بين الأهل والأحباب .. تقبل الله من الجميع الصيام والقيام وسائر الطاعات وكل عام وهذه الأمة والمسلمين بخير وسعادة* .