دائماً أتساءل ، لماذا لم أر سيارة صغيرة كانت أم عائلية ، سواء سيارة نقل ، أو خصوصي ، بل حتى لو كانت من المعدات الثقيلة ، وأياًّ كان نوعها واختلاف سنة صنعها ، وفي أي بلد على وجه البسيطة وجدت . لم أر أي لونٍ غير الأحمر تأخذ أصطباتها الأخيرة ، إنه أمر أوجد في نفسي حزمة من التساؤلات ، لم اختارت الشركات المصنعة اللون الأحمر، ولم تختر اللون الأزرق أو الأصفر أو الأخضر.. أو أي لون غيره ؟! . حقيقةَ ، سؤال يحتاج إلى إجابة علمية شافية كافية ، ممن لديه طرف علم بالعلوم الطبيعية ، بل مبحر فيها . وفي ذات ليلة كنت في مشوار مع أحد زملائي المقربين لي ، ذي علم وفكر ثاقب ، مغرم بالتحليل المنطقي ، و التفكير خارج الصندوق ،ومناقشة الأفكار الغامضة، شغوف بعلم الفيزياء ، بل يعد مستشاراً في تخصصه، لكل من أحتاجه أياً كان ، سواء له سابق معرفة به ،أو نكرة . وبينما نحن سائرون في الطريق رأينا سيارة تسير أمامنا على بعد أكثر من كيلو متر، دلنا عليها أضواء اصطباتها الخلفية ذات اللون الأحمر ، فقلت لزميلي -سبحان الله- عرفنا أن أمامنا سيارة ، رغم بعد المسافة بين سيارتنا وتلك ، فقال : تعرف لماذا ؟! قلت له : لا ، افتني ، هذا السؤال حيرني من مدة ، ولم إجد له إجابة . قال لي : إن علماء الطبيعة يقصدون بكلمة لون نتيجة تحليل الضوء(الطيف الشمسي) أو طول موجة الضوء، فلكل لون طول خاص للموجة، وبعض الإشعاعات لا تستطيع العين أن تميزها مثل موجات تحت الحمراء وموجات فوق البنفسجية ، و أقصر طول موجة من موجات الألوان هي موجة اللون الأزرق ، الموجة المتوسطة بين الألوان هي موجة اللون الأخضر ، و أطول طول موجة من موجات الألوان هي موجة اللون الأحمر ، حيث يبلغ 0.65Mm طولها لذلك تم اختيارها لأضواء السيارات الخلفية ؛ حتى يمكن رؤيتها من بعيد . صدقت المقولة الشائعة " إذا عرف السبب بطل العجب "