يلعب اللون دوراً مهماً في حياتنا، فنحن ننفق الملايين من أجل بيوتنا وأثاثنا وملابسنا وإعلاناتنا ومجلاتنا لتكون أزهى وأروع لوناً، وبالتالي أكثر بهجة، ومع هذا فقليل منا من وقف ليتساءل عن ماهية اللون؟ الكيميائيون يستطيعون تحليل المكونات الكيميائية للمادة المعقدة التركيب بدراسة الألوان التي تنتج عنها عندما توضع في اللهب، كما يمكن الوصول إلى طبيعة الذرة وتركيبها بتحليل الألوان. ولكن ما هو اللون؟ في عام 1669م قام العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن بإجراء تجارب أصبحت هي الأساس في معرفة الألوان. فقد مرر نيوتن حزمة ضوئية ضيقة في موشور Prism من الزجاج، ووجد أن الضوء الأبيض انقسم إلى طيف من الألوان التالية: الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي. وقد استخلص نيوتن من هذه التجربة أن الضوء الأبيض يتركب من جميع ألوان الطيف. وقد استطاع العالم كريستين هيوجنز أن يفسر الألوان المختلفة بنظريته المعروفة بالنظرية الموجية، وقد افترض أن لكل نوع من الموجات تردده الخاص به. والتردد هو عدد الاهتزازات الحادثة في الموجة في الثانية الواحدة. فمثلاً، إذا وقف شخص في الماء وعد الموجات التي تمر به في دقيقة، فإنه يجد أن الموجات المختلفة لها ترددات مختلفة. فقد يبلغ عدد الموجات التي تصل إلى قدميه مئة موجة، وفي هذه الحالة يكون تردد الموجات 100 موجة في الدقيقة. لكن إذا حدث ومر قارب بالمنطقة التي يقف فيها ذلك الشخص فإنه يحدث موجات ذات تردد أقل، وحينئذ ربما يكون عدد الموجات التي تصل إلى الشخص عشرين موجة فقط في الدقيقة. والواقع أن فكرة التردد وثيقة الصلة بفكرة طول الموجة ويستطيع العلماء قياس أطوال موجات وترددات الألوان المختلفة للطيف، حيث يبلغ تردد موجات الضوء الأحمر 375 تريليون (مليون مليون) موجة في الثانية، ويبلغ تردد موجات الضوء الأزرق 750 تريليون (مليون مليون) موجة في الثانية. وطول موجة الضوء الأحمر يكون اكثر من 6100 انجستروم وطول موجة الضوء الأزرق يكون مابين 4500-5000 انجستروم وهذا يدلنا على أن الألوان التي نراها في الطبيعة وفي كل مايحيط بنا تنتج ببساطة عن الطول الموجي وتردد الموجة وليس على قدرة العين البشرية على التعرف على الالوان وتمييزها. 315