✒الأهداف في الحياة كثيرة ومتعددة ، وهي الغايات التي يسعى الإنسان لتحقيقها والتي تعود على صاحبها بالسعادة وأي سعادة تتحقق دون أن يكون الهدف الأول إقامة الصلاة في يومنا وليلنا ، قال تعالى : (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين). شأن الصلاة عند الله عظيم ومنزلتها عنده كبيرة رفيعة فهي أول ما يحاسب الله تعالى به من الأعمال يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ». الصلاة عمود الدين وركن الإسلام الركين، هي الصلة بين العبد وربه، والعهد بين الله تعالى وخلقه، إنها وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وهو يفارق الحياة ويقول: " الصلاة الصلاة "، هي العبادة التي تتكرر في اليوم خمس مرات ، ما لا يتكرر غيرها من الطاعات والواجبات ، وهي العبادة التي لا تسقط عن أهل الأعذار، كل يصليها حسب طاقته، لا غنى عنها لمريض أو مسافر أو خائف، وهي العبادة التي أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – الآباء أن يأمروا أبناءهم بها حتى قبل بلوغهم سن التكليف فقال: « مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ .. » الصلاة هي النور الذي يضيء الطريق أمام المسلم حتى لا يضل في متاهات الحياة فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوما فقال: « من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبيّ بن خلف » ، ومن أهمية الصلاة أنها تكفر الذنوب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ » ، وهي سنن الهدى كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى .. " . من علامة الإيمان إقامة الصلاة والمحافظة عليها ، والتهاون بشأنها علامة الضلال والخسران، يقول ابن القيم : " لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمداً من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر ، وأن إثمه عند الله : أعظم من إثم قتل النفس، وأخذ الأموال، ومن إثم الزنا، والسرقة ، وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه، وخزيه في الدنيا والآخرة ". تطلق وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية والهيئات والجمعيات واللجان الخيرية والمبرات والمراكز الثقافية والدعوية حملات قيمية وثقافية لأهمية الصلاة بين الحين والآخر ، وآخر هذه الحملات القيمية والتوعوية حملة صلاتي .. أول هدف التي تقيمها جمعية إحياء التراث الإسلامي هذه الأيام وقد التقيت الأخ العزيز حيلان الحيلان رئيس الحملة القيمية وأفادني بأن هذه الحملة تأتي لتعزيز مكانة الصلاة في نفوس أبناءنا وشبابنا وتذكيرهم من خلال نشر الوسائل الإعلامية والأنشطة الثقافية المفيدة والمحفزة لهم ، وذلك لما نشاهد اليوم من القصور والتكاسل في آداها في وقتها وكذلك بأدائها مع الجماعة في المساجد ، وفق الله القائمين عليها وعلى مثل هذه الحملات القيمية والتوعوية التي يحتاجها المجتمع وبارك في الجهود ونرجو لها النجاح. ختام الومضة: هل تعلم أن الصلاة مفتاح كل خير! يقول ابن القيم في زاد المعاد : " والصلاة مجلبة للرزق ، حافظة للصحة ، دافعة للأذى ، مطردة للأدواء ، مقوية للقلب ، مبيضة للوجه ، مفرحة للنفس ، مذهبة للكسل ، منشطة للجوارح ، ممدة للقوى ، شارحة للصدر مغذية للروح ، منورة للقلب ، حافظة للنعمة ، دافعة للنقمة ، جالبة للبركة ، مبعدة من الشيطان ، مقربة من الرحمن". صلاتي .. أول هدف اجعله شعارك من الآن . وبالله التوفيق