كل منا يفضل الاعتماد على نفسه ، ويقوم بكل مسؤولياته المناطة به ، سواء على الصعيد الشخصي أو ما يخص أسرته النواة ،أو أسرته الممتدة ، أو ما يخص العمل ومتطلباته لكن يأتي يوم تتزاحم فيه المسؤوليات ، وتتنازع في ساعاته المتطلبات ، وتكثر الأعباء وتتوالى ، حينها تكون بمثابة القشة التي قصمت ظهرالبعير ؛ فالشمس في أول النهار ليست كالشمس في آخره ، شتان بين الثرى والثريا. في هذه الحالة يبحث الشخص عن أبناء يساعدونه ، أو أصدقاء يؤازرونه، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، فالأولاد نأى بهم المكان ، كل في وظيفته، ولايزورون أسرهم إلا في المناسبات ، والأصدقاء كل بأحماله يئن. الحل الأمثل للخروج من هذه الصراعات بسلام ، هو جلب سائق شخصي يحمل الراية فيكون خير خلف لخير سلف ، يتبنى كل شؤون الأسرة ، من الألف إلى الياء ؛ فيخف الحمل وتتساقط أوراق المشقة والعنت كتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف ، وتحل جملة كلموا السائق مكان كلموا " أبوكم " . فالسائق الشخصي في أحيان كثيرة يكون ضرورة ، وليس ترفيهاً ، ومن لديه الاستطاعة فلا يبخل على نفسه وأولاده وأسرته ، فهو بهذا الصنيع ، أسعد أسرته ، و ساهم في توظيف رب أسرة ، يقتات هو أولاده منها. في أحد الأيام استمعت لمداخلة سائق مع المذيع المتألق أحمد الهاشم في إذاعة " mbcfm" ، قال كلاماً ظهرت فيه نبرات عدم الرضا، قال في حديثه أنا سائق شخصي لأسرة ، وهذا ماتم الاتفاق عليه في العقد المبرم بيني وبين رب الأسرة ، لكن تفاجأت فيما بعد أنني ليست سائقا للأسرة بل سائقا لكل أفراد العائلة ، فلم يعد لي وقت راحة ، ولم أذق طعم النوم ، تأتيني الأوامر من كل مكان ، مما جعلني أفكر في ترك العمل مرات ومرات .. فأتذكر أنني مسؤول عن أسرتي حينها أصادر فكرتي ... واستمر في معاناتي ؛ أطأ على الأشواك وأتوكأ على صفيح بارود.