✒ لقد أثرت فيّ عبارة قرأتها للأديب مصطفى الرافعي - رحمه الله تعالى - يقول فيها: (فإنما النبي إشراق إلهي على الإنسانية). فأسِرَتْ كلمته تفكيري وأخرجت من نفسي القديمة نفسٌ أخرى نفس تريد أن تعرف أكثر عن نبيها ورسولها فالمعرفة التي أعرف بها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ليست بكافية، أحتاج لئن يشرق هذا الجانب أكثر في حياتي،و أعمالي، و أفكاري، وأخلاقي، وحتى في ليليو نهاري، بل في أدق تفاصيلي الصغيرة... ولن يكون ذلك إلا بجعله هو القدوة في الحياة فأعمالنا تحتذي بأعماله أفكارنا تنتهج منهجه وفكره نتبعه كما نتبع البوصلة في تحديد القبلة ثم إذا حددت ولينا وجهنا نحوها وكبرنا،ونجتهد في إتباع سنته ونكون كما أراد أن نكون صالحين مصلحين وسطين لا أفراط ولا تفريط. لاندعي محبته ونحن نسينا وصاياه لنا، لا ندعي محبته ونحن هجرنا الكثير من السنن التي فعلها صلى الله عليه وسلم، لاندعي محبته ونحن لانغضب لأجله، ولا يهتز فينا عرق، ولا يتزلزل بداخلنا شعور دعونا من الادعاءات فكلها هباء أن لم توثق بفعل! ندعي محبته وبعض إلى الآن يتثاقل عن صلاة الفجر وهو الذي أوصانا بالصلاة والحرص على أدائها.. ندعي محبته والكثير منا هجر القرآن وهو من قال لنا (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). ندعي محبته ونحن فينا من البعد عن سنته وعن وصاياه وما أنزل عليه وما أوحي إليه ما جعل قلوبنا خرِبة لا تسكنها سوى وساوس الشيطان وهمزاته والهموم والأحزان والأوهاوم والقلق وما لايثمر ولا يزهر....! لقد كان عليه الصلاة وسلم سراجاً منيرا فلنقتفي أثره ونفعّل هذا الحب حقيقة فحقيقة الحب بالأعمال. وانتفض القلب من سباته وغفلته وأحياه الله حياة مشرقة بحب النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به وإتباع سنته إتباعاً صحيحاً لا بدع فيه ولا ضلال...