✒ كل منا في هذه الحياة لديه طموحات يسعى إلى تحقيقها، لكن الأغلب يفتقر إلى معرفة الطرق الصحيحة لتحقيقها أو يصيبه الكسل والخمول أو يُبتلى بالتسويف والتأجيل وغيرها من المعوقات أو أن يكون مصدرها من ذاته أو من الخارج لكن استسلم لها. وهذه ثلاثة أسئلة مهمة على كل منا طرحها على نفسه والإجابة عليها بكل صدق وشفافية وهي كالتالي: س: هل هناك طموح تسعى لتحقيقه في حياتك؟ س: هل واجهت تحديات ومعوقات أوقفت تحقيق طموحك؟ س: بماذا شعرت عندما توقفت عن السعي لتحقيق طموحك ؟ وإن من خلال الإجابة عليها بكل صدق وأمانة سنعرف هل نحن نسير على الطريق الصحيح لتحقيق الطموح أم لا .. قبل مدة تابعت دورة تدريبية مسجلة على موقع اليوتيوب للدكتور فؤاد مرداد وكانت بعنوان (قيادة الطموح) تكلم فيها عن أهم عشرون قاعدة ذهبية لتحقيق الطموح والتي اكتشفها من خلال دراساته وأبحاثه العميقة وتتبعه لشخصيات نجحت في تحقيق طموحاتها لذلك وصفها بأنها قواعد مهمة وجوهرية لمن يريد أن يحقق طموحه ، لكن قبل أن أذكر لكم هذه القواعد العشرون دعونا نفهم معا معنى كلمة الطموح ، وما الفرق بينها وبين الأمنيات ؟ عرف الدكتور فؤاد الطموح بأنه " سعى الإنسان إلى معالي الأمور وترقية حاله إلى حال أفضل تعود من مرتبه إلى مرتبه أعلى وتحقيق الأهداف المرجوة". إذاً نفهم من تعريف الدكتور أن الإنسان الطموح يسعى إلى أن يطور من ذاته ويجعلها أفضل وأقوى على تحقيق ما يطمح له في حياته من طموحات وانجازات تكون بصمة مميزة له في المجتمع. ثم تطرق الدكتور إلى الفرق بين الطموح والأمنيات لأن الكثير من الناس يخلط بينهما لذا قال : " أن الطموح والأمنية كلاهما يشتركان في أمر واحد وهو أن كلاهما نظرة مستقبلية، لكن الفرق بينهما أن الأمنية تكون بدون خطوات عملية والطموح يكون بخطوات عملية ". إذاً نستنتج أن الأمنيات ممكن أن تتحول إلى طموحات إذا اقترنت بالخطط العملية الواضحة والتي نستطيع قياسها عند تنفيذها أو أن تبقى الأمنيات حبيسة العقل لا فائدة منها إذا كانت بدون تخطيط يحققها . وعليه يتضح لنا بأن الطموح هو هدف كل إنسان، فإن له قواعد أساسية تعتبر ذهبية وجوهرية لتحقيقه، ذكرها الدكتور فؤاد وركز عليها ، وبين أهميتها وتأثيرها لمن يريد أن يحقق طموحه لذا سأسردها لكم بشيء من الشرح المبسط لكل قاعدة منها على النحو الآتي: 1- القاعدة الأولى: (اشحن بطارية إيمانك) بمعنى (أن تقوي صلتك بالله فهو المعين لك على تحقيق طموحك ). 2- القاعدة الثاني: (رؤية واضحة متميزة) بمعنى (أن تكون طموحاتك واضحة ومخطط لها ومتميزة ، ومختلفة عن طموح الأخرين ، غير مكررة) . 3- القاعدة الثالثة: ( تعرف على نفسك ) بمعنى (أكتشف مفتاح طموحاتك وشخصيتك وما أنت موهوب به ) . 4- القاعدة الرابعة: ( غير قناعاتك عن نفسك ) بمعنى (محاربة القناعات السلبية التي تكون اكتسبتها من بيئتك ومعالجتها، وتعزيز القناعات الإيجابية وتقويتها في ذاتك) مثال على ذلك (عندما يوحي إليك أحدهم أنك لا تستطيع أن تفعل أمر ما وأنت تريده ؛ فعليك عدم تصديقه بل إبدأ بالمحاولة ) . 5- القاعدة الخامسة: ( حدد المثبطات واقض عليها ) بمعنى ( قد تكون المثبطات أشخاص أو مواقف أو قصص لذا حاول القضاء عليها أو تجنبها ولا تجعلها توقفك عن تحقيق طموحك ). 6- القاعدة السادسة: ( قانون باريتو 20/80 ) يسمى قانون الأولويات بمعنى ( هو التركيز على الخطوات البسيطة في تحقيق الطموح والتي تعطي نسبة تحقق أكبر للطموح). 7- القاعدة السابعة : ( المرساة والمحرك ) بمعنى ( أن المقصود بالمرساة هنا هي الشخصيات التي تحبطك في مكانك و تكون المثبطة لك وتوقفك عن تحقيق طموحاتك لذا حاول التخلص منها أو تجاهلها ، وأما المقصود بالمحرك فهو الشخصيات التي تدفعك إلى الأمام لتحقيق طموحك لذا تمسك بها وتقرب واستفيد منها ) . 8- القاعدة الثامنة: ( ارفض الجمود ) بمعنى ( اسعى إلى التغيير والتطور حاول أن تتعلم الإبداع والخروج عن الصندوق في معالجة المعوقات التي ممكن أن تواجهك أثناء تحقيق طموحك ) . 9- القاعدة التاسعة: ( معادلة جاك كانفلد ) : وهي " حدث مثير + استجابة = نتيجة " والمقصود بها ( أن نتعامل مع مواقف الحياة الصعبة بطريقة تفاؤلية مع العمل على معالجتها قدر الإمكان ، فعندما تحدث لنا مواقف مؤلمة لا نتوقف عندها كثيرا بل نستمر في المضي نحو تحقيق الطموح بطريقة إيجابية ). 10- القاعدة العاشرة: ( ابحث عن الناجحين والزمهم ) : بمعنى (اختار الصحبة المناسبة والبيئة التي تساعدك على تحقيق طموحك ). 11- القاعدة الحادية عشر: ( لا تفكر كضحية ) : بمعنى ( انتبه من خداع ذاتك ، كف عن الإشفاق على ذاتك ، املأ عقلك بأفكار إيجابية ) . 12- القاعدة الثانية عشر: ( لا تخش الوقوع في الأخطاء ) : بمعنى (أن الأخطاء تزيد من قوتك ، لا تسهب في التفكير في خطئك بل تعلم منه وأمضي ، إذا ارتكبت خطأ كن حكيم في التعامل معه وكن هادي الأعصاب فهو ليس نهاية الطموح والأخطاء واردة ولابد منها ، ومن لم يخطأ لم ينجح في الأساس ) . 13- القاعدة الثالثة عشر: ( الفرص لا تكرر ) : بمعنى ( أن كل يوم سوف تفتح لك الحياة نوافذ صغيرة من الفرص .. والطريقة التي تستجيب بها لهذه الفرص هي التي ستحدد مصيرك في النهاية) . - (الناس في التعامل مع فرص الحياة ثلاثة أقسام : قسم يصنع الفرص : وهذا هو أفضل الأقسام فهو لا ينتظر الفرصة بل يوجدها. وقسم ثاني يستغل الفرص جيدا لصالحه . وقسم ثالث يأخذ دور المشاهد على القسمين السابقين لا يحرك ساكنا) . 14- القاعدة الرابعة عشر: ( بئر يوسف – جب النسيان ) : بمعنى ( أن الشخص الطموح لا يقف في محطات الانتقام من الآخرين ، لأن الشخص الذي يقف كثيراً عند هذه المحطات سيضيع على نفسه فرص الطموح الكثيرة في الحياة. - فالذين ينشغلون بتحقيق طموحاتهم لا يقفون في محطات الانتقام مع الأخرين بل يتعاملون معهم بالعفو والصفح عنهم فهم لا يملكون الوقت الذي يصفون فيه الحسابات على حساب تحقيق طموحاتهم.) 15- القاعدة الخامسة عشر: ( استشر ) : بمعنى ( استشير من هم الأفضل في مجال تحقيق الطموح واستفيد من تجاربهم في الحياة ) . ما خاب من استخار وما ندم من استشار ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في كل شيء . 16- القاعدة السادسة عشر: ( بنك الإنجاز ) : بمعنى( قم بتوثيق انجازاتك حتى لو كانت صغيرة وأجعل لك ركن في بيتك تحتفظ بها فيه ، وكافئ نفسك إذا أنجزت شيء منها ، فهذا الأمر يساعد على تجديد الهمة والنشاط في إكمال تحقيق الطموح. 17- القاعدة السابعة عشر: ( فشل النجاح ) بمعنى (انتبه من الوصول إلى مرحلة التفاخر والغرور فهذا الأمر قاتل للنجاح والطموح، وأيضا الشخص الطموح لا يقف عند حد معين في تحقيق طموحه بل مستمر ، ولا ينسى من ساعده على الصعود بل يأخذه معه نحو القمة فهو يرى أنها تسع للكل) . 18- القاعدة الثامنة عشر: ( خطط ) : بمعنى (أجعل طموحاتك وأهدافك مجزأة ، على هيئة خطط قصيرة تستطيع إنجازها ، وتستطيع متابعتها بدقة وقياسها حتى تعرف ماذا حققت منها) . 19- القاعدة التاسعة عشر: ( كن نافعا ) :بمعنى (كم من أناس بطريقة غير مباشرة لأجل أن ينفعوا أنفسهم يضروا الآخرين وكم من أُناس يتألمون لنجاحات الآخرين ، وكم من أناس يسعدون لسقوط الآخرين , هؤلاء لا يصلون إلى تحقيق طموحاتهم ، فصاحب القلب السليم والنظيف الذي يتمنى الخير للغير هو الذي يسبق الآخرين لما يريده . - فهناك قاعدة عظيمة في التعامل مع الأخرين أثناء تحقيق الطموح وهي : إذا كنت نافعا للأخرين فأول من يستفيد من هذا النفع المتعدي هو أنت فهو عائد إليك من خلال تعاملهم معك). 20- القاعدة العشرون : ( علقها بخالقك ) : بمعنى علق جميع طموحاتك ونجاحاتك بالله وحده فهو الذي أعانك وسخر لك السبل على تحقيقها ، اجعل لك مع كل نجاح سجدة شكر لله . *ختاماً : الحياة بها الكثير من الحجارة فكن ذكياً واصنع منها سلماً تصعد به نحو القمة والنجاح والطموح ، فلا تسمح لها بأن تعثرك وتوقفك مهما كان عن تحقيق طموحك .