✒️ جلست حائرة في أيام العام الفائت ماذا سأكتب عنها؟ وماذا سيخط قلمي في هذا العام المنصرم! حائرة بماذا أسميه وبأي عنوان أصفه!! هل كان عام التباعد والعزلة والوحدة! أم هو عام فيه طاف الوباء بنا وطفنا به! لقد مضى نصفه ونحن في كل يوم نترقب زوال الوباء الذي نزل به... لقد مضى ونحن في كل يوم نستيقظ على نعمة موجودة بحياتنا منذ زمن ونتمتع بها لكن لا حمد لها ولا شكر !! إنه عام عرفنا فيه قيمة أصغر النعم!! في العام المنصرم كأن النعم خرجت في وسط هذا الوباء تقول انظروني واشكروا المنعم عليكم! كأن النعم كلها نطقت وصوتها ضج في الأماكن! وقاموا الناس يعترفون بتقصيرهم ومدى نسيانهم لربهم المنعم المعطي فلا تكاد تدخل مجلس حتى تسمع فيه (لقد كنا في نعمة)! عجباً لعام مكثنا جله في البيوت لاخروج ولا تقارب! فيكاد البعض ينفطر قلبه يريد بيت الله المغلق! وآخرون يبكون ليجتمعوا بأحبتهم! وغيرها من الأحوال التي مرت بنا! أي بلاء نزل وأي وباء حل! بل أي نعمة نعيشها!! لقد استشعرنا فعلياً بدون قصد منا قيمة النعم الدائمة علينا!! نعمة الصلاة في المساجد بلا احترازات! نعمة السلام والتقارب بلاخوف! نعمة الخروج بلا حد وحظر! نعمة الصلة التي بعضنا عنوة قطعها! نعمة الأمن الداخلي والطمأنينة! نعمة... ونعمة... ما أكثر النعم وما أقل شكرنا لها! ورغم الأزمة التي مازلنا فيها ألا أننا نجد ثمة ضوء يسطع ويشع ويكاد يمزق ليل الوباء المطبق علينا فرحمة الله ستقشع الغمة ورحمة الله واسعة. لقد مضى العام بكل أيامه ولياليه وترك في القلب أثر لم يكن كأي عام بل مضى وقد أيقظنا مما نحن فيه. فسلامٌ على أيامه ولياليه والحمدلله على كل لحظاته التي مررنا بها! ستكون كل تلك اللحظات ذكريات مميزة محفورة في القلب بتاريخها!! لقد رحل عام ألف وأربعمائة وواحد وأربعون!! بكل ما فيه وبقي بقلوبنا وبذاكرتنا راسخ محفور. وهانحن على عتبات عام جديد عام هجري مشرق بأذن الله تعالى عام يحفه الأمن والخير ورحمات الله، عام الأمل والتفاؤل والخير والفرح.. عام يعوضنا الله فيه عوض جميل ولطيف بلطفه.. فسلامٌ على عام رحل وحي هلا بعام أقبل واستهل.