الذي يرد ذكره (قبلاء) هو في العرف القبلي لدى بعض قبائل الجنوب (قبلاء) وفي العرف العام (كفلاء) اي أن القبيل هو كفيل، وقد جرت الأعراف المتوارثة لدى قبائل الجنوب وغيرها عبر قرون من الزمن على السعي للإصلاح بين المتخاصمين سواء كانت الخصومة جماعية بين اسرتين أو عشيرتين أو قبيلتين أو فردية بين شخصين اثنين فإن كانت الخصومة بين قبيلتين مثلاً فيقوم مسايخ ونواب وأعيان القبيلتين بالسعي للصلح بينهما ويكون الصلح وفق حجم الخطأ الذي ارتكبته القبيلة ضد الأخرى فيتم تعيين عدول من القبيلتين أو من قبيلة أخرى ويخرج العدول ويدرسون أسباب الخلاف وحجمه ويستمعون من كل طرف افتلاجه (حجته) على حدة وبعد جمع دعوى الطرفين يتدارس العدول الأمر فيما بينهم بعيدا عن الاخصام ويبدي كل عدل للعدل الآخر وجهة نظره في كيفية الحل والعدول يمثلون محامين كل عدل محامٍ عن الطرف الذي اختاره عدلٍ له وبعد أن يتفق العدول على حلٍ يحقق العدالة ويرضى الطرفين يقوم العدول بالتوجه للخصمين الذين يكونوا مجتمعين لفيّاض الماقف (إعلان حكمهم) ثم يسمون قبلائهم على الماقف(الصلح) أو يقوم كل خصم من الاخصام بتسمية قبيله (كفيله) على الطرف الثاني وبعد إتمام القبالة يُفيض العدول ماقفهم (يعلنون حكمهم) على جميع الحظور ويكون كل طرف مُلزم بما جاء به العدول وعادة ما يكون القبلاء على الخصمين هم من قبائل أخرى حسب اختيار القبيلتين الخصمين وفي حال لم تنفذ القبيلة التي هي طرف في الخصام ما جاء به العدول فأنه يتم بلاغ القبيلة الكفيلة عليه بعدم التنفيذ وتقوم القبيلة الكافلة باخضاع القبيلة التي لم تنفذ أما إذا كان المتخاصمين أسرة أو عشيرة من قبيلة واحدة فإن نائب وأعيان القبيلة يقومون بمساعِ الإصلاح بين الطرفين المتخاصمين بذات الطريقة الأولى ولكن يكون القبلاء عشيرة من عشائر ذات القبيلة ولعدول القضية أو طرفيها حق تسمية غاشية ورادية على القبيل والغاشية هنا قبيلة من خارج القبيلة ذاتها تقوم باخضاع القبيل في حال تراخىٰ في قبالته والرادية فوق القبيل والغاشية وذلك حسب القضية إما إذا كان الخلاف بين شخصين من قبيلة واحدة فإن نائب وأعيان القبيلة يسعون إلى الصلح بينهما وبذات الطريقة ولكن يكون القبلاء من ذات العشيرة أو القبيلة فقط وليس لأية قبيلة أخرى التدخل في الصلح بين متخاصمين من قبيلة واحدة إلا إذا جاءها طلب من نائب وقبيلة المتخاصمين ولازالت العدالة والقبلاء موجودة لدى بعض القبائل حتى الآن والحمدلله إنها اطفأت كثير من الفتن سواء على مستوى القبيلة الواحدة أو بين قبيلة وأخرى حيث يسارع أهل الجاه والمشورة في حل المشاكل التي تعلق بين الناس وفق معايير لا تخالف الشريعة الإسلامية ولا تخالف توجهات ولاة الأمر.