هذا المعنى كبير جدا ويمكن أن تلحظه في مختلف تصرفات الإنسان وسلوكياته. الأذواق تنشئء في البيت وتترعرع في المدرسة وتتأكد على مقاعد الوظيفة. بل في كل مكان وزمان ومساحة يوجد فيها الإنسان. وزبدة الذوق وقيمته وقمته وكماله في أن تجسد في واقعك آداب شرع الله وأحكامه في مختلف شؤون حياتك وتصرفاتك. -الذوق مع الأسرة: أن لاتتقدم بخطواتك على والديك ذوق وأن لا تمد يدك على الأكل قبل والديك ذوق وأن تقدم السلام وتقبل اليدين والرأس ذوق..؛ وأن تبادر بفتح الباب لهما ذوق..؛ وأن تقدم لهما الحذاء ذوق ؛ وأن تفعل كل مافيه راحتهما ذوق ؛ وجمال الذوق أن لاتنتظر منهم الطلب بل أن تعرض عليهم ماذا يأمرون. وأن تقدم لهم مايحبون وخير الذوق لهما أن ترفع يديك أمامهما وخلفهما بالدعاء. أن تقدر من هو أكبر منك في البيت ذوق .. وإن تعيد الأشياء التي تستخدمها إلى مكانها ذوق .. !! -الذوق في قيادتك للسيارة : أن تفتح المجال لغيرك بالعبور؛ أن تهدا مع الاستفزاز.. الذوق أن تقف دون أن تعرض سيارتك لأخذ مكان ثلاث سيارات.. أن تُشعر من أمامك وخلفك بأنك تأخذهم بعين الاعتبار احتراما. ورقي الذوق أن تقود بانتظام حتى ولو غاب النظام. -الذوق في المجلس أن تجلس حيث ينتهي بك المجلس وأنت تقدر أصحاب الأسنان وتقدمهم في المكان وذلك عين الاحترام. فلا يقدر أهل الفضل إلا ذوو الفضل. الذوق أن لا تكون رفيع الصوت في المجلس وأن لاتكون وكأنك المتحدث الرسمي للجلسة. وأن لا تعلق على كل شاردة وواردة وكأن الجلوس لا يعرفون شيئ!! -الذوق ان تُشعر من بقربك بالاحترام بكلمة أو مزحة أو تقديم الأكل والمشروب بين يديه. الذوق أن لاتقاطع من يتحدث..؛ والأشد أن تسخر من طرحه أو تستصغر شخصه فكل إنسان معتد بذاته مهما كان ومن أي مكان كان. -أسخف الذوق أن يشعر جليسك بأنك تستصغره بلفتة أو همزة أو لمزة او لمحة. احذر أن تتذاكى وكأن من حولك صم بكم عمي فهم لايعقلون. الذوق أن تبادر بالتراجع والاعتذار حينما تفعل أو تقول مالا يرغبه الحضور. لا تدعها تمر لأنها ستنتقل عبر الأثير لأنك خالفت الذوق مع الحضور ولربما يخالفونه مثلك بالنقل عنك دون ذوق. -الذوق في العمل� : وأنت على كرسي الوظيفة أشعر الكل بأنك هنا لخدمتهم لدعمهم لتسهيل أمورهم .. كل الذوق أن تدخل بابتسامة وأن تخرج بها. � الذوق أن تتعامل مع من يدير القهوة كما تتعامل مع من يدير الإدارة. أن لا تُشعر أي مخلوق بأن دونية مرتبته لا تعني دونية إنسانيته. الذوق أن يشعر الجميع بالطمأنينة في العمل معك. حينما ينشأ شعور بالتخوف والتكلف هنا تعلم بأن ميزة الذوق منخفضة. لأن "الألفة تمنع الكلفة" الذوق ليس فقط بالمظهر الجميل وإن كان من مكملاته لكن نظافة السلوك هي أعمق وأعظم الذوق. ذوق الذوق أن تعطر الأجواء دوما بالذكر الحسن وأن يشعر من يجالسك بأن الذوق يلفك من كل جانب ..!! الذوق أن يستحضر من يراك في الحي واللقاء والمناسبة أنك صاحب ذوق في مختلف تصرفاتك ولمساتك. وحينما تكون نيتك حاضرة في أذواقك الرائعة ستكون ذائقتك نوع من التعبد الجذاب. وهنا قاعدة خلدونية اجتماعية هي : " أن المكانة التي تمنحها للآخرين في تصرفاتك هي نفس المكانة التي يمنحونها لك في مخيلتهم" لا تبخل على الآخرين بذائقتك حتى لايبخلوا عليك باحترامهم: " ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ".