حين ينتقدك الصغير فاعلم يقينا انك اخطات ولكن السؤال هنا هل تملك شجاعة الاعتراف ثم الاعتذار إن اصابت سهامك احدا وان كان صغيرا او انسانا بسيطا.....؟؟ طلبت من ابني في احدى جولات تسوقنا شراء مساويك من شاب يقوم ببيعها تشجيعا له... ثم طلبت منه عدم اخذها تاكيدا لهذا التعاطف...؟اين الخطأ هنا...؟ اعتقدت انني امارس دورا انسانيا وان في ذلك تشجيعا له على العمل...؟ولكن ابني رفض ذلك واعتبرها اهانة له أي للبائع...؟مؤكدا ان الرجل يمارس عملا شريفا ولابد من احترامه باعطائه المال واخذ البضاعة والا فإننا نتاعمل معه كمتسول... حقيقه اتفقت معه على ذلك بل واؤكد له ولغيره ممن يمارسون العمل الشريف اننا قد نخطئ احيانا معكم ولكن المؤكد اننا في النهاي مجبرون ان نحترمكم كثيرا لان ممارسة العمل الشريف تستحق الاحترام دون النظر في نوع العمل ...مرة اخرى اعتذر له بصرف النظر عن حسن النوايا لانني هنا اخطات في تقدير اعتزازه بنفسه وشرف عمله ومارست دورا انسانيا في شكله ولكنه مبالغة في الشفقة بمنظورها السلبي وليس الايجابي...؟ هنا اشارك القارئ الكريم معي في موقف عابر وشخصي الى حد ما...لنستقرئ مع بعض كم مرة اخطأنا مع هؤلاء دون قصد وكم مرة تعاملنا مع غيرنا وفق منظور ضيق يركز على عمل الانسان ومكانته الاجتماعية والوظيفية واهملنا بشكل او آخر الجانب الانساني والسلوكي...للاسف رغم ان ديننا الاسلامي يحث على العمل بل واتقانه الا اننا للاسف نربط العمل بنوعه وليس بنزاهة صاحبه ونقيمه وفق منظور اجتماعي يتعامل مع بعض الاعمال بنظرة دونية لها ولاصحابها رغم اهميتها في حياتنا اليومية مثل اعمال السباكة او الكهرباءء او تصليح السيارات ... اعلم ان هناك تدرجا اجتماعيا واعلم ان مكانة الانسان ترتبط بمعايير كثيرة من ضمنها نوع عمله ولكن للجميع حق الاحترام وابسط انواع الاحترام ان تحترم اداءه لعمله ولاتقلل منه وان ترتقي في تعاملك معه وفق تقديره هو لذاته وعمله وليس وفق تقديرك انت لذلك العمل فقط.... المشكلة التي يقع فيها الكثير منا اننا نقيّم الانسان وفق منظور تقليدي للعمل الى حد اننا نستكثر عليه بعض انواع الملابس الثمينة او الاناقة بل ونتوقع ان تكون سيارته الاقل بيننا وربما نستكثر عليه السفر في الصيف...وخلافه من المظاهر الاجتماعية التي نعتقد انها حق للبعض من الموظفين واصحاب المهن الراقية بالمقاييس التقليدية والتي ربما لاتكون الاعلى دخلا ولكنها الاعلى في القبول الاجتماعي .... ان تعمل فانت تكرم نفسك وان لاتعمل فانت تهينها...اسعد كثيرا بشبابنا وهم يعملون في الكثير من الاعمال البسيطة والتي تؤكد انهم باتوا اقوى من الخضوع لمفاهيم وقيم العمل السلبية التي نقيدهم بها باسم المظهر الاجتماعي او المكانة الاجتماعية او القبلية...والتي لن تضيف لهم شيئا في سوق العمل الفعلي الذي يريد مهارات وايضا يريد عقولا مؤمنة بالعمل الشريف اولا وليس العمل المريح فقط...نحترم عملكم ايها الشباب وسيأتي يوم ترتفع فيه مكانتكم الاجتماعية اكثر وتتمنى الفتيات الزواج بكم لانكم حينها الاكثر نضجا بين اقرانكم ممن خضعو لهيمنة قيم العمل وفق منظور المجتمع وليس وفق الدين والعقل... مرة اخرى أعتذر لبائع المساويك...