الذوق العام هو الأخلاق.. مصدرها القيم التي يؤمن بها الإنسان، سلوك يصاحب الإنسان مع الجميع وفي كل المواقف، احترام المساجد، احترام الآخرين، احترام الأنظمة، التعاون، المحافظة على البيئة وعلى الممتلكات العامة، الموضوعية في الحوار، اللغة الراقية، المظهر اللائق، احترام الخصوصية، احترام أنظمة المرور، احترام كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، احترام حقوق الإنسان وحقوق الأطفال، وغيرها من الممارسات التي تتشكل تأسيساً من القيم الدينية ويتم تعزيزها في البيت والمدرسة. لاقت لائحة الذوق العام في المملكة ترحيباً يتفق مع أخلاقيات الناس، ويؤكد أن المخالفات التي تضمنتها اللائحة هي ممارسات شاذة لا تمثل المجتمع، 19 مخالفة حددتها اللائحة وحددت ما يقابلها من غرامات مالية، من هذه المخالفات: ارتداء الملابس غير اللائقة في الأماكن العامة، أو التي تعبر عن عنصرية أو تروج للإباحية وتعاطي المخدرات. ومنها التنمر والتحرش، وغيرها من المخالفات التي رغم محدوديتها إلا أنها تستحق وجود نظام يتعامل معها لمنع انتشارها. أما سلوك الذوق العام الذي نريد له الانتشار وأن يتحول إلى ثقافة فهو السلوك الإنساني الطبيعي الذي نقول لصاحبه: (كلك ذوق)، يتضمن هذا السلوك ممارسات قد تكون صغيرة جداً ولكنها ذات دلالة، من هذه الممارسات الابتسام، وتقبيل رأس الشخص الكبير، وقيادة السيارة بطريقة نظامية، والإيثار، والكلمة الجميلة، والإنصات، وعدم رفع الصوت في الحوار، والتقدير والامتنان، ودعم نجاح الآخرين، والتواضع، والرفق بالأطفال، والتعاطف، والالتزام بآداب الحديث وآداب المجالس، والتفكير الإيجابي. "كلك ذوق" لأنك ناديتني باللقب المحبب لي، انتظرت بسيارتك في الطريق الفرعي قبل الدخول للشارع العام، احترمت التقاطعات المرورية داخل الأحياء، وقفت رغم كبر سنك للسلام على صغار السن، وضعت النفايات في المكان المخصص لها، لم تسرف في ولائم الطعام، تعاملت وأنت الرئيس مع المرؤوسين كزملاء عمل، أغلقت هاتفك أثناء الاجتماع، احترمت الوقت، تقبلت ملاحظات التطوير بصدر رحب وبكل ثقة، شكرتني أمام زملاء العمل، وجهتني وانتقدتني بشكل سري، أجبت وأنت المدير المشغول على اقتراحاتي وتساؤلاتي. "كلك ذوق" لأنك ترد على والديك ومن يكبرك بكلمة (سم) و(أبشر)، "كلك ذوق" لأنك قدمت كبير السن عليك في الطابور، أو تخليت له عن مقعدك في الحافلة أو القطار أو الطائرة، "كلك ذوق" لأنك لا تحاصر المستمع لك بثرثرة طويلة وتفاصيل كثيرة لها بداية وليس لها نهاية، "كلك ذوق" لأنك قادر على التراجع عن رأي اتضح لك عدم صحته، "كلك ذوق" لأنك تقف مع الرأي الصحيح وليس مع صاحب الرأي، "كلك ذوق" لأنك تتكلم بهدوء ولا تستخدم رفع الصوت لإثبات وجهة نظرك، شكراً لك لأنك "كلك ذوق".