✒أرسل لي أحد أصدقائي قائلاً: عندما مرضت أنا وأفراد عائلتي بمرض فيروس كورونا، وبعد أول أيام الحجر الصحي تنفست الصعداء عندما سُمح لي وأفراد عائلتي أن نلتقي من خلف حاجز زجاجي، كان اللقاء جميلاً وشاعرياً ومتدفقاً بالعاطفة الجياشه على بساطته، يالها من نعمة أن التقي بأفراد عائلتي لدقائق معدودة بعد يوم كامل من الحجر الصحي، إنتهت رسالته .. أغلبنا كبشر لا نشعر بحجم النعم والملذات التي نعيشها حتى تصبح عزيزة ونادرة أو مقيدة، نعم إنها نعمة الصحة، ونعمة فائض الزمان والمكان، ونعمة الإختيار، ونعمة أن تحضن من تحب وتعانقه وقتما تشاء، ونعمة أن تستطيع تلبية حاجة طلبات أفراد الأسرة في أي على بساطتها.. اللهم إني نسألكَ العفوَّ والعافية والمُعافاة*الدائمة في الدين والدنيا والاخرة .. النعم حولنا كثيرة ومستمرة ولكننا ببساطة لا نشعر بوجودها.. نعيشها بشكل دائم، ونتمتع بها بشكل مستمر، فنفقد الإحساس بها وتصبح بالتدريج من مسلمات الحياة، هناك نِعم كثيرة تصبح بمرور الوقت حقوقاً بدهية ومسلمات طبيعية كالبيت والوطن والأسرة والوظيفة والشعور بالأمان.. رغم أن ملايين الناس المحرومين منها .. يقولون: " أن الإنسان لا يعرف قيمة النعمة حتى تذهب، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (نِعمتان، مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس*الصِحّة والفراغ).. وفي ظني أن مال الدنيا كله لا يعدل ألماً يعتري الإنسان في عضو من أعضائه، وقد عد ديننا الحنيف صحة الإنسان من أجل نِعَمِ الله عزوجل على الإنسان بعد نعمة الإسلام .. *ترويقة:* يقول محمد الغزالي رحمه الله:- "ما أكثر النِّعم التي بين أيدينا وإن غفلنا عنها!! أقليلٌ أن يخرج الإنسان من بيته وهو يهزُّ يديه كلتيهما، ويمشي على الأرض بخطوات ثابتة، ويملأ صدره بالهواء في أنفاس رتيبة عميقة، ويمدُّ بصره إلى آفاق الكون، فتنفتح عيناه على الأشعة المنسابة، وتلتقط اذناه ما يموج به العالم من حَراك الحياة والأحياء؟؟ إن هذه العافية التي تمرح في سعتها وتستمتع بحريتها ليست شيئاً قليلاً .. *ومضة:* قال صلى الله عليه وسلم: (من أصبحَ *منكم آمناً في سِربهِ، مُعافىً في جسده،*عندهُ قُوتُ يومه، فكأنّما حِيزتْ لهُ الدّنيا بحذافيرِها).. وقال تعالى: {وإن تعدوا نعمةَ الله*لاتحصوها إنّ الإنسانَ لَظلومٌ كَفّار} ..