لهذا السبب يأسى الناس على فوات الفرص هذا الشهر مضى نصفه وبقي النصف والناس وباختلاف همتهم وجهودهم حازوا ماحازوا من أفضاله وبركاته، ومن توانى وقصر وسوّف ففي داخله تأنيب الضمير لن يهدأ ، هناك امور لايفيد فيها التسويف والتأجيل ، مثل الأيام المباركة هذه فكل عمل يقرب إلى الله زيادته استغلال للفرصة ونقصانه ندامة ، والتفريط والتضييع حسرة لن تفارق صاحبها. المرء اليوم بكامل نشاطه وقوته، وغدا تخار قواه ويعجز حتى أن يقف على قدميه لصلاته، عندها سيتعب كثيرا حين يتذكر أنه ضيع أياما وكان ذا سواعدمفتولة وقوة ونشاط، والناس يرتحلون عاما بعد عام من ادركوا رمضان الفائت وأودعوه ما أودعوا من أعمال، كانوا يشعرون بندم لإنهم مااستزادوا وعاشوا على أمل أن هذا الشهر سيكون جهدهم وهمتهم أعظم ، وأين هم الآن ؟ وينتظرنا هادم اللذات الذي أخذهم (وحيل بينهم وبين مايشتهون ) لانعلم متى يلحقنا بهم. اللهم أعنا على استغلال مابقي من ليالي هذا الشهر التي لاتقدر بثمن ولايدرك قيمتها وفضلها إلا من ضعفت حيلته في أن يودعها من الأعمال مايثقل ميزان حسناته. اللهم أعنا على العمل الصالح وقونا للمداومة عليه وأكفنا شر العجب والسمعة والرياء ياسميع يامجيب الدعاء.