✒استرجعت شريط حياتي الاجتماعية قبل أن يُعلن قرار كورنا بالاعتزال، وإذا بحياة مليئة بالضجيج والصخب، وتمرّد بالرأي والصوت، وعجاج من القسوة والأنا والتوتر والأسى ، والفرحة بذاكرتي تمرّ مرورًا عاجلا، وأستيقظ من غفوتي على حياة بكل عوالمها أصبحت صامتة وإذا بها تتنفس الموت وروحها صاعدة، زاد خجلها بتناقل الصور المتداولة عبر المواقع التواصلية، والصوت التفاعلي معها يردد (الحرب الفيروسية أغلقت منافذها الحدودية، وأطلقت سهام رعبها على الجبابرة القساسرة، وموجات اجتياحها أوقفت خطوط التواصل العابرة). بدأت ترتسم بفكري أحداث فيلم سينمائي : ( وسط ظلمة الأدغال وإذا بالأفاعى الضخمة وصوت فحيح لكنتها يزلزل القصور والمنابر، ووخز إبرة سُمّها يذبذب كراسي الظلم القاهر، ويرهب الأكاسر، ومن فوقها بعوضة عابرة للقارات دون إذن ومخاطر، بقوة احتار أمامها العقل البشري المغرور المتكابر، فتوقف الزعيم في منتصف طريقه، وحذّر رواد فريقه، تبعثرت كلماتهم وارتعدت أطرافهم، وخفق بالخوف وريدهم، تحوّلت أنظارهم الشاخصة لهدوء هبّ كالموج الجائح سيغرقهم، بصوت الموت وفُجآئته يباغتهم ) لم أكمل أحداث الفيلم فقد جاء المنادي: هيا لقد حان موعد النشرة المسائية لتحلّ صورة أخرى أمام أعيننا من تقارير واحصائيات دولية بين الحقيقة والتزييف نضيع في قراءة تفاصيلها ، ونعود لمواويل وأقاويل الحجر اليومية بعد نشرة الأخبار الصحيّة ونقتسم فريقين بين تسكين وتهويل وشؤم وفأل ، أستطيع أن أصف (كورونا) بمعجزة مخفيّة، و الإعلام يصفه بحرب فيروسية، خمدت بظهوره نار الحرب الطائفية، وتوقفت المزاعم السياسية، والافتراءات والظلم والعدوانية، بل اشغلتهم وساوس الخوف على الموارد الاقتصادية، فإذا بالمشرق والمغرب يتكوّر، ويدور الزمان على صنيعِهم ويتمحور، ونرقب نصر الله يتحقق ، وقوة الحق مهيمنة تُحاصِرهم ، لتعود أحداث الفيلم السينمائي أمامي : (يالها من قوة خارقة تنزع أقنعة الزيف الساقطة، وتُلجم خطابات الخبث والمكر، وتنتزع نجوم التعالي، فآفلت أضواء النجومية العوجاء ، وتخفّى نباح الكلاب الجرباء، وترامت على مرئ العين جثث أبطالهم، وانهارت مملكة بسوء صنيع أفعالهم) واختم الفيلم السينمائي وأغلق شاشة التلفاز لأعود لعزلتي وأردد قول الحق تعالى: (أزفة الآزفة * ليس لها من دون الله كاشفة) أأيقنتم ذلك الدرس قبل نهاية الآزفة؟ عادت للحياة تفاصيل قاعدة الحقيقة الإنسانية، فبين وجل وخوف ينطق صوت الفأل واليقين وإذا بخطاب ملكنا -حفظه الله-الأب الرحيم ينادي رعيته: بالصبر استعصموا، ويأمر أعوانه: بالقوم ترفقوا، وأحسنوا لكل ضرير وطببّوا، وصلوا في رحالكم وعلى الله توكلوا، وفي داركم استقِرّوا آمنين، غير خزايا ولا مفتونين، وسيأتيكم أكلكم في كل حين، فنحن في دار خصّها الله بخدمة المسلمين. لمثل هذا القول تتعطّر المنابر وتنجذب الأسماع من أقطار العالم وتنبهر لصدى الإنسانية الملهم من قائد مسيرتنا لنزداد إيمانًا بقول ربنا " فأمّا الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس يمكث في الأرض" وقفة تقدير للرسالة الأبوية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- فقد عاد معها الأمان والهدوء والاطمئنان، ونشوة بالروح تتراقص أملا، وازددنا فألا بالخير وتعلّقا، وإذا بشعور الانتماء من كل أفق يتدفق لله جلّ شأنه ثم للأوطان ولأمّ (السعودية) حضنها بالأمان يشرق ، وفي قلب كل سعودي حب أزلي ينطق : روحي وما ملكت يداي فداه وطني الحبيب وهل أحب سواه هل أدركتم الآن منهج الانتماء بحب لا يتبدد، فعلى الحدود صقور تحمي الفيافي والصحراء، وفي المستشفيات جنود احتضنوا الألم والسقماء، وبالمنازل نور العلم من مدرسة الأم الأنثوية يشعّ بالعطاء، والجمع يسارع من مكانه بعلمه ونفعه ويلهج بالدعاء، يا رب اكشف الغمة عن هذه الأمة واصرف عنّا كل بلاء. هذه الأحداث السامية لا يمكن أن تبرزها الأفلام السينمائية والوثائق الإعلامية ، ولو تنافس الكتّاب في رسم سيناريو لمخططات برمجة الإنسانية السعودية بمتغيّراتها الملهمة النافذة الإيجابية، لعجزوا عن ذلك وصمتت ألسنتهم وتوقفت بوصلة تفكيرهم لأنها باختصار هي (السعودية العظمى) كل عام وأنت بخير يا موطن الأوطان كل عام وأنت موطن الكرامة والإحسان كل عام وسيرة المجد تسمو بقيادة سلمان كل عام يهلّ رمضان ودارنا تنعم بالعز والأمان كل عام وتباشير الرحمة تلقاكم والعفو والغفران مبارك شهركم يا جمع الأحبة والأهل رموز الخير والأوطان