✒نعم والله ليهأناه ذاك الخير العظيم الذي لن يناله الا من تعرف على ربه واحسن ظنه به وذلك فضل الله يهبه لمن يشاء من عباده ، نعم هنيئا له وطوبى ، يجول بعين الراضي عن ربه والمتفطن لآثار رحمته سبحانه ولطفه فيجد في كل محنة ألمت به ونزلت عليه يجد فيها من الخفايا ما إن يتأمل فيها الا وقد انسكب على قلبه ماء الرضا فأنبت يقيناً قائماً ثابتا يُعجب من رأى اثاره عليه ، وما ذاك الا لقلب عرف ربه فاطمأن . وها نحن الان في ظل هذه الجائحة التي خيمت على العالم لابد أن نمعن النظر في قلوبنا لدقائق نتأمل حالها هل هي لا زالت في غفلتها !! لاهية وراء الدنيا وزينتها الفانية ؟! أسئلة عميقة الاثر جداً فهي تُجلي لنا حالنا الحقيقي الذي كنا نتغافل عنه فمن كان في ايّام الرخاء معتنياً بقلبه يغذي بذرة الإيمان داخله بالأعمال الصالحة صغيرةً ام كبيرة وعلى رأسها ( ذكر الله جل وعلا ) لأنه بمثابة الحياة للقلب . عاش في سكينة وتيقن بأنها خيرٌ حتى وإن غلفها شرٌ عظيم ! فيسير فيها تحت مظلة حسن الظن والتوكل على خالق كل شي ومدبره ليتزود ايماناً ويقينا وعملاً صالحاً فيثبت ويثبت من حوله و ذاك هو مؤمن القلب حيي الروح ، وعلى عكسه تماماً نرى صاحب القلب الغافل يستيقظ فزعاً يكاد قلبه يطير بين جنبيه من هول ما يتوارد عليه من اخبار هذه الجائحة التي تهاوى أمامها جبروت العالم وتقنياته وخبراته فكل يوم تشرق شمسه يتعاظم الامر ويتهاوى أمامه ما كان بالأمس قوياً متجبراً وقد اعتمد على هيمنته وماله وقوته التي لا تقهر فيتسلل ذلك الجندي بخفة فيتفشى في ساعات قليلة لتظهر قوة العزيز الجبار بحق سبحانه ، وتتباين امامها عجز المخلوقين والعالم اجمع فيذعن العالم بأسره لعظيم قدرة الله تبارك وتعالى فيعيش الخوف والرهبة فقد تقطعت بهم السبل وتهاوت جميع القيم الإنسانية التي صدحوا بها ونادوا بها فالكل الان يقول نفسي نفسي . إذن من اعظم منح هذه الجائحة أن ترد القلوب الى خالقها سبحانه وتزيل ما غشاها فتعود الى فطرتها الي فطرت عليه وتتعلق بربها ويعظم رجائها فيه وتحسن به ظناً إقبالها عليه.