لاشك أن السكن في الريف له فوائد كثيرة لايدركها إلا من حُرِمَ منه خاصة في هذه الظروف نسأل الله أن يزيل هذه الغُمة ولعل في مقدمة هذه الفوائد البيئة الصحية حيث إنه في منأ عن عوامل التلوث البيئي الذي يقض مضاجع سكان المدن كعوادم المركبات والمصانع والنفايات وغيرها إلا أن معظم سكان الأرياف هجروا اريافهم الجميلة واتجهوا إلى المدن بحثاً عن بعض الخدمات التي حُرِمَ منها الريف مثل المياه والتعليم الجامعي والخدمات الصحية المتطورة وخاصة الأرياف البعيدة عن المدن ولكن الغريب هو هجرة أهالي القرى القريبة جداً من المدن فالكثير منهم وللأسف هجروا مبانيهم التي صرفوا على إنشائها مبالغ طائلة في ظروف صعبة آنذاك واتجهوا إلى المدن التي لا تبعد قراهم عنها سوى بضعة كيلومترات وربما تزيد قليلاً وانشأوا فيها مبانٍ خاصة وتركوا منازلهم في القرى والارياف مهجورة وربما استغلها المجهولين... كان على أصحاب تلك المنازل ترميمها والعودة إليها واستثمار عقاراتهم التي في المدن والتي سوف تشكل لهم عائد مادي جيد من خلال التأجير وبذلك يصيد عصفورين بحجر واحد صحيح أن المياه مُلكلفة بعض الشيء فوايت مياه الشرب سعة 16 طن يتراوح من 120 إلى 150 ريال وقد يزيد حسب المسافة وطبيعة الطريق ولكنها ليست عائقاً أمام العودة للقرية ويمكن أن يتضامن أهالي القرى في طلب تأمين وسائل نقل للطلاب والطالبات وهذا حق من حقوقهم وبالتالي فتح الثانوية للأولاد في تلك القرى التي ليس فيها ثانويات والمطالبة بتطوير المراكز الصحية ولكن كل ذلك لن يتأتى إلا في ظل عودة المواطن لقراه التي هجرها بطراً أو مجبراً وقد آن الأوان أن يعود ولعل الظرف الراهن يجعلنا نطالب بالعودة إلى الريف للأسباب التالية 1 لصحة وسلامة بيئته 2 لإعادة الحياة إلى الريف 3 لتخفيف الضغط الخدماتي والسكاني عن المدن وعلى الجهات المعنية أن تكثف من جهودها في توفير الخدمات التي ينشدها المواطن في الريف كمياه الشرب والصرف الصحي والطرق وانارتها والمدارس والخدمات الصحية وغيرها بعيداً عن البيروقراطية المقيتة التي حرمت أهالي الريف من أبسط حقوقهم في الخدمات مذ سنوات والتي دفعت الغالبية العظمى منهم لهجرة قراهم عكس خطط الدولة حفظها الله في تنمية القرى للحد من الهجرة العكسية ولنا الأمل في الله ثم في الأمير الواعي المخلص تركي بن طلال حفظه الله أن ينظر إلى الريف والقرى ليحقق تطلعات سكانها وسموه لاشك أكثر حرصاً على تحقيق أحلام المواطن والله من وراء القصد.