أسال الله العلي العظيم أن يحفظ السعودية وحكامها وشعبها وبلاد المسلمين وأن يرفع البلاء والوباء عاجلاً غير آجل. لو راجعنا أنفسنا وأعدنا حساباتنا لوجدنا أن هناك دروساً وفوائدَ ما كنا سنفطن إليها لا بالتوعية ولا بالمحاضرات ولا بوصايا كبار السن ...! ⁃ الدرس الأول والأهم هو أن الله هو الملجأ الوحيد سبحانه وتعالى ، لا تثق إلا به ولا تعتمد إلا عليه ولا تتوسل إلا إليه. لا تقطع علاقتك معه حتى إذا مسك الضر تجده أمامك، احفظ الله يحفظك. -الدرس الذي لا يجهله إلا جاهل أن نوقن بأن هذه الدنيا ليست محل للثقة، تتغير في لحظة، لو ضحكت لك زمن أبكتك أزمان، متغيرة قصيرة، مخادعة، لا أمان لها، من يعتمد عليها كمن يعتمد على من لا حيلة له. اسمها دنيا، ليست بعليا، لذلك يجب ألا نغادرها إلا بعمل صالح وسمعة طيبة. ⁃ أبواق كثيره مغرضة حاقدة جاحدة كانت تثير الأزمات ضد السعودية وحكامها وشعبها، ألجمهم الله وأخرس ألسنتهم عندما شاهدوا هذه المواقف العظيمة التي قدمتها الدولة لحماية شعبها والمقيمين على هذه الأرض الطاهرة. ⁃من الفوائد أننا امتنعنا بطريقة أو بأخرى عن ممارسة بعض الأفعال التي كنا نعتقد أنها ضرورية وأولوية في حياتنا، فلما أيقظتنا هذه الأزمة وجدنا أنها ثانوية وعلى العكس، ترْكُنا لها فيه منافع كثيرة جداً وما كان لنا أن نفعلها في الأصل. ⁃ الإسراف الزائد في المناسبات، في السفر، في الرحلات، في الابتعاد عن البيت، في شراء الكماليات، في الوجبات السريعة، في قضاء الساعات الطويلة في المقاهي والمطاعم والمولات، (في الابتعاد عن المسؤولية)، في صرف أموال طائلة كان الأفضل استثمارها أو ادخارها. من الفوائد التي أجهلها كلياً ولكني أتوقع أنها حدثت، انخفاض درجة حرارة الأرض (الإحتباس الحراري)، كذلك صفاء مياه البحار وشواطئها. أيضًا السعادة الغامرة التي تعيشها الضبان والحباري والحجل بعد أن توقفت مطاردتها من قبل هواة الصيد، وتنفس الصعداء لقطعان الأغنام والبقر والجمال حين توقفت رحلات التسمين. فائدة عظيمة: البعض يريد أن تعود الحياة كما كانت لأنه أيقن أنه كان في نعمة حين كان يتذمر منها كثيرًا. والمتضرر الأكبر من هذه الأزمة، النساء في البيوت. لا أراكم الله مكروهاً.