✒الصمت هو الغياب الكُلي أو الغياب النسبي للصوت المسموع وهناك أختلاف بين الصمت والسكوت حيث أن السكوت يكون بعد البدء بالكلام والصمت هو عدم القدره على النطق أما السكوت هو عدم الكلام مع المقدرة عليه قال تعالى (فاستمعوا له وانصتوا). قد تحكمنا أحيانا الكثير من المواقف تجعلنا نصمت أحتراماً أو خوفاً من الرد أو الخوف من ردة فعل الشخص الآخر . ويعتبر السكوت أداةً للتعبير عن موقف ما وعدم الخوض فيه تفادياً لوقوع المشاكل كما يقال: إذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب. قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ ما أود الحديث عنه هو الصمت نتيجة الألم نتيجة تجاهل شخص عزيز أو إبتعاد أحدهم أو نتيجة التعرض للظلم أو أي مشكلة أخرى إجتماعية أو نفسية كالغضب أو المرض أو الوحده على حد قول الشاعر الجواهري: وحين تَطغَى على الحرّان جمرتهُ فالصمتُ أفضلُ ما يُطوَى عليه فمُ وهنا يكون التعبير عنها بالصمت كرد تلقائي فأنظروا حولكم كبيرٌ صامت أو طفل صامت أو عامل صامت أو عاملة أو رجل أو أمرأة .... لا أعني به صمت المثقفون والأذكياء حيث يكون صمتهم دليل خوضهم في أعماق فكرة معينة وتحليلها ودراستها. الصمت الذي يتجلى ويكون واضح لمن يعيشون بيننا والدان كبار أو عاملة أو طفل وليس مجالي أن أتعمق بهذا الصمت من ناحية علم النفس. ماذا علينا أن نعمل وكيف نتصرف!!؟ ثقوا أن الصمت العادي ليس ضعفاً ولا خجلاً ولا إنساحباً من واقع الحياة بل هو التعبير الأفضل وليس علينا إهمال الصمت والفلسفات القديمة التي نشأت من أجله ففي الفلسفة الصينية الصمت من خلال التأمل واليوجا وهو من الرياضات المعروفة. حري بنا أن نرى من لاذ بالصمت ممن هم حولنا خوفاً من اللامبالاة كما يحدث لكبار السن حيث تكون رغبتهم بالصمت والنوم المستمر وعدم رغبتهم بالحياة وكذلك بالنسبة للأطفال حيث يكون الصمت ملازما لهم وفي الغالب يكون خجلاً أو خوفاً كما أن هناك صمتٌ آخر بين الأزواج وهو ما يعرف بالطلاق العاطفي وقد يكون هناك صمت مصاحب للمشاعر السلبية والروتين المستمر كما يحدث في حالة العاملة المنزلية أو العامل. لذا حث الإسلام على إحترام كبار السن وعدم التطاول عليهم أو الإساءة بالقول أو الفعل ومعاملتهم باللطف واللين والإحترام كما أنهم يفرحون بالتحدث معهم وإثارة ماضيهم والدور الذي كانوا يقومون به ومشاركتهم الرأي وإتخاذ القرارات لكسر حاجز الصمت لديهم كما حث عليه ديننا الإسلامي ومناداتهم بأحسن الألقاب لديهم سواء كان أمامهم أو عند التحدث عنهم والدعاء لهم بطول العمر وحسن الخاتمة ومجالستهم وملاطفتهم وكذلك بالنسبة للطفل الصامت فقد يكون صمته إختيارياً في موقف ما أو مكان ما كما يحدث لبعض الأطفال في المدرسة فيجب التعاون بين البيت والمدرسة وإظهار أدائهم الأكاديمي داخل المدرسة وإزالة عقدة الخوف لديهم وهذه الحالة قد تنتاب بعض الأفراد عند الشعور بالقلق الإجتماعي أو الرهاب الإجتماعي وقد تكون نتيجة موقف أو حالة معنية مرت بهم سابقاً وهذه تستدعي تدريب متزامن مع التطبيق الفعلي وتدرج فالتفاعل والإندماج تدريجياً في البيت والمجتمع. ولننظر إلى صمت العاملة المنزلية أو السائق وهذا لا يتطلب منا أن نمر عليه مرور الكرام أو لا نلتفت له فقد حث ديننا الإسلامي على حسن المعاملة ومن أهمها الإحتياج النفسي ولتكن مدة إقامتهم بيننا مفعمه بما يدخل السرور عليهم والسؤال عن أحوال أسرهم ومشاركتهم في بعض ما يعتريهم من مشاكل وبذلك يتحول هذا الصمت المزعج المكتوم الى حالة من الإستقرار المنطوق فيتحول صمت قلوبهم إلى حديث منطوق فالأرض بالرغم من صمتها إلا أن داخلها بركان. لنتواصل مع من كانت لغتهم الصمت ولنكسر حواجز إتخذوها ملاذاً لهم فينطق الوجدان ويضيف لحياتهم البهاء ولنا الجمال.