الإنسان الصامت هو ذلك الشخص الذي يميل إلى عدم التحدث مع الآخرين وغالباً ما يلجأ إلى الانعزال عن الناس وتجنب التعامل معهم.. بل والمبالغة في سكوته أحياناً. إن عامل الصمت لدى الإنسان له أسباب عديدة لعل من أهمها هو عدم قدرة هذا الفرد على التكيف مع البيئة المحيطة به. كما أن من أهم الأسباب التي تجعل الفرد منا يميل إلى الصمت هو عدم ثقته في الآخرين من حوله، هذا غير أنه عديم الثقة بنفسه أصلاً. إن عوامل الحياء والخجل والخوف أحياناً ما تعد من أهم أسباب الصمت لدى الإنسان، إضافة إلى عدم قدرة الشخص الصامت على التعبير عما يجول بنفسه من أفكار وأحاسيس ومشاعر. لو نظرنا إلى واقع حال الشخص الصامت لوجدنا أن من أهم صفاته عدم الصراحة وقلة الوضوح مع الآخرين.. بل هو أشبه ما يكون بالإنسان الغامض.. «اللي ما تعرف خيره من شره!!..». إن الشخص الصامت عادة لا يميل إلى أن يتعارف على الناس من حوله ولا حتى التعاون أو التعامل أو التكامل معهم، هذا إلى جانب أنه غالباً ما يكون على وضع «الصامت..» أثناء حواراته مع الآخرين.. بل إن الشخص الصامت غالباً لا توجد لديه أية رغبة في التعبير عن وجهة نظره.. ولا حتى عن ميوله وأهدافه ورغباته واهتماماته. إن من أهم العوامل التي نستطيع من خلالها أن نكتشف حقيقة الشخصية الصامتة هو الهدوء المبالغ فيه والخجل المفرط والميل إلى السكوت كثيراً وكثرة سماعه إلى الآخرين وتلقي الأوامر منهم.. بل إن لسان حاله غالباً ما يقول: «ويش لي بالكلام الكثير ووجع الراس!!!!». إن الشخص الصامت يعد من الشخصيات التي يصعب علينا التعامل معها إلا إذا كنا نتمتع بدرجة مهارية فائقة في التعامل مع الآخرين. كما أنه ليس من السهل التعامل مع هذا الشخص نظراً لأنه لا يمتلك وجهاً تعبيرياً أثناء تعاملاته مع الآخرين «بمعنى أنه لا يظهر على وجهه أية ملامح للفرح أو الحزن أو الغضب أو التعجب.. إلخ..».. أي أنه إنسان مبهم وغير واضح. حينما نريد التعامل مع الشخص الصامت علينا الحرص جيداً على إثارة رغبته في الحديث إلينا، وذلك كأن نذكر له أموراً يتعجب منها ومواقف غريبة لأول مرة يسمع عنها، حتى يخرج عن صمته «وينطق..».. حيث إنه بذلك سيتشجع تدريجياً على السؤال عنها ومن ثم يتحدث بشأنها.. بل وسيسترسل في الحديث عنها. يجب علينا أثناء التعامل مع هذه الشخصية أن نحرص تماماً على عدم وضعه في مواقف تسبب له الحرج أمام الناس. كما يجب علينا أن نتقبل طبيعة هذا الإنسان لكي نستطيع أن نتعامل مع حالته الصامتة وبشكل يتناسب مع شخصيته. إن من أهم العوامل التي تفيدنا في كيفية التعامل مع الإنسان الصامت هو احترامك وتقديرك له وإبداء مزيد من المرونة والتساهل أثناء تعاملنا معه «يعني لا تقف له على كل صغيرة وكبيرة!!..» وذلك من أجل كسر الحاجز النفسي فيما بيننا وبينه. كما أن التعامل بروح الدعابة والمرح مع الشخص الصامت يفيد كثيراً في خلق جو من الألفة والمحبة فيما بينك وبينه ومن ثم كسر حاجز الصمت لديه أثناء الحوار معه. إن توجيه الأسئلة المفتوحة مثل: «ماذا- متى – كيف – أين..» وهي الأسئلة التي عادة ما تتطلب إجابات طويلة يعد عاملاً في غاية الأهمية في أن يكسر حالة الصمت التي تسيطر على شخصية الإنسان الصامت.. مع أهمية مراعاة تجنب توجيه الأسئلة المغلقة التي عادة ما تكون إجاباتها قصيرة مثل: «نعم – لا – صح – خطأ» وذلك مع الحرص على عدم مقاطعته حينما يتحدث نظراً لأن ذلك يسهم وبشكل مباشر في قطع حبل أفكاره.