✒ سئلت فتاة عن أمنيتها فقالت: أن يعود ( قلب ) أمي و أبي كما كان. لاحظوا كيف عبرت عنهما بقلب واحد، و هي تعيش مأساة التفرق بينهما، رغم وجودهما في مكان واحد.. أيها الزوج.. لم فكرت و أقدمت على الزواج من تلك المرأة دون غيرها؟؟ قد تجتمع لديك أسباب و تختلف ، لكنك في نهاية المطاف و في بداية ارتباطك استطعت أن تقبل تلك المرأة و ترتضيها أمًا لأبنائك، بدليل استمرار الحياة ، و إنجاب الأبناء، مالذي تغير مع مرور الزمن؟؟ ألا تعلم أن هناك أمرًا آخرًا ملازمًا لذلك الحب الذي قد تجعله سببًا للاستمرار؟؟ ( الحب والرحمة) في كثير من العلاقات و في العلاقات الزوجية، من يحب لابد أن يرحم، و من لا يحب يجب أن يرحم حتى يعدل، و العدل من صفات الإنسان، الذي مُيز بعقل يدرك، لا مجرد عقل. و أنتِ أيتها الزوجة حينما قبلت بذلك الرجل ، هل كنت تدركين أن استمرار الحياة الأسرية يتطلب منك دورًا مهمًا؟؟ و هل أنتِ على قدر من المسؤولية، يجعل منك امرأةً تستحق لقب أم؟! أم أن الزواج بالنسبة لك تجربة من تجارب الحياة؟!! أيها الوالدان ، يا من ذكركم الله تعالى في قوله : ( و بالوالدين إحسانًا ) كيف تنتظرون برًا و إحسانًا و أنتم لم تقدموا لإبنائكم تربية، و عطفًا، و حنانًا، و حبًا يدفعهم لذلك البر؟! ألا تعلمون أثر فقد أحدكم على أبنائكم؟! تأملوا معي هذا السؤال : هل أنت قدوة؟ أيها الرجل، و أيتها المرأة.. قبل أن تقدما على الزواج و الارتباط فكرا في هذا السؤال جيدًا : هل أنا قدوة ؟ بمن سيقتدي أبنائي؟ و هل أستحق أن أكون أبًا، أو أمًا، يشار لهما بالبنان؟؟ أم مجرد منجب، و منفق..! حين ذاك ستحمل قدرًا كافيًا من تحمل المسؤولية، و سيكون هدفك في الحياة تلك التربية السليمة التي ستُخرج للعالم أجمع جيلًا يُعتمد عليه، جيلًا مشرفًا يحمل هم الوطن، و راية الأمة، يُسعد من حوله ، و يشرفهم بأفعاله قبل أقواله. أيها الآباء و الأمهات : مهما كانت وظيفتكم، فوظيفتكم الحقيقية هي التربية، و بناء جيل صالح، يشرُف به الوطن، و الأمة. من القلب أقول لكم : لا ترهقوا قلوب أبنائكم الصغيرة، و التي قد لا تشتكي، لكن ألم النزاع و الصراع الأسري، يفتتها؛ بل و يجعلها غير قادرة على العيش أو التعايش.. ألا تعلمون ما يؤدي إليه الأمان الأسري من سعادة، و قوة، و نجاح؟! ألا تدركون دوركم في صنع جيل واعٍ ؟! أيها الآباء و الأمهات : لا تتركوا مجالًا للشيطان ليفسد حياتكم، و إن قدّر الله لكما الانفصال؛ فليكن حبل الاحترام، و الوفاء موصولًا لأجل أبنائكم، فهنا تظهر أجمل معاني الوفاء، و هنا يتحقق الهدف المنشود.. أيها الوالدان : ارحموا نفسًا بريئة خرجت من أصلابكم، و لا تأخذكم العزة بالإثم؛ فيحدث الانتقام، فهذا _ و الله ليس من شيم المسلمين، و إذا كان الله يقول : ( و لا تنسوا الفضل بينكم) فكيف بروح بريئة تعلقت بكم، و حُرمت منكم؟!! أيها الآباء و الأمهات : لم أكتب هذا المقال من فراغ؛ إنما بسبب واقع أليم، رأيت أثره على مستقبل كثير من طالباتي عامًا بعد عام؛ لذا أقول : اتقوا الله، فسيأتي يوم و تُسألون..