✒هناك ثمة أسئلة دائماً تعتريني بيني وبين نفسي في كل خلاف قد يحصل لي مع شخص آخر... هل المجتمع احاداً وجماعات يحتاج إلى تعلّم ثقافة فن الاختلاف؟ كيف نستغل تلك الاختلافات إيجابياً بدلاً من استغلالها سلبياً؟ لماذا إذا اختلفنا نصنع*الخلافات ونقطع العلاقات؟ متى نستطيع التحكم بعواطفنا مع المخالف؟ هل يجب أن يخلق الإختلاف خلاف فيما بيننا؟ شيء محزن أن أتلقى في يوم الجمعة وأول ايام عشر ذي الحجة التي هي خير ايام الدنيا.. سيلاً وافراً من السباب والقذف والتشكيك في النوايا، بعد خلاف شخصي، ومصيبتي ومصدر حزني أن الكلمات النابية التي ارسلت لي ليست من شخص عادي، بل صدرت من شخص متدين، اجده في كل يوم جمعة واقفاً على محراب النبوة يحدث الناس ناصحاً وموجهاً ومربياً، غفر الله لي وله. ليس كل ما يعجبك بالضرورة سيعجب الآخرين، وليس كل ما تراه صحيحاً هو في نظر ورؤية الآخرين كذلك.. تخيلوا معي أن الله خلق الناس على قلب شخص واحد وصبُّ الناس كلهم في قالب واحد في كل شيء، وجعلُهم نسخاً مكررةً، ومحوُّ كل اختلاف بينهم، فإن هذا غير ممكن لتصادمه مع الفطرة والطبيعة البشرية. نستطيع أن نكون راقيين في التعامل مع من يختلف معنا، فالمشكلة أن البعض يربط الاختلاف بشخصية الإنسان ويتصرف معه بعاطفته، ويطبق قاعدة من ليس معي فهو ضدي، والأصل أنني اختلف معك في الرأي يعني أنني مختلف عنك ولا يعني أنني معاديك، فالمفروض أن نستفيد من الإختلاف الطبيعي والبشري بشكل إيجابي لنصل إلى الحق، والحق أحق أن يتبع. ترويقة: الإختلاف.. قانون إلهى لإعمار الأرض، ونمو الحياة، ورفاهية الإنسان وتطوره.. الإختلاف لا يفسد في الود قضية لأنه يعني التباين والتنوع.. ومصداقاً لذلك قال الشافعي رحمة الله: "قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب". وقديماً قيل: الناس فيما يعشقون مذاهب، وكما قيل: لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع. ومضة: اختلف معي بفن! قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ **إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ..).