✒عزيزتي المرأة : أنتِ حواء في كل زمن، سواء كنتِ أمًا، أو زوجة، أو بنتًا، أو خالة، أو عمة، أو زوجة ابن، أو زوجة أخ، أو زوجة خال، أو زوجة عم، أو جدة، أو أي وصف كان. تظل المرأة مرأةً من حيث ما كفله لها الدين، وما كلفت به من خلال هذه الأدوار.. عزيزتي: كل هذه الكنى التي يشار بها إليك تدل دلالة واضحة على مكانتك، وعلى دورك الكبير في المجتمع، أيًا كنتِ، فلستِ سلعة تباع كما في عصور مضت، ولا طفلة توأد كما في الجاهلية، ولا امرأة يُستحى من وجودها كما في بعض الشرائع؛ إنما أنت امرأة معززة مكرمة، يتشرف بك كل بيت ومجتمع، أنت في ظل الإسلام ملكة، و تمثلين نصف المجتمع، تشاطرين الرجل مسؤولياته، ومسؤولياتك، وتكوّنان معًا، لبنة واحدة، تقوى بها الأسرة والمجتمع، والأمة بأكملها، متى ما صلحت تلك اللبنة، ومتى ما كانت تعمل في ظل الإسلام وشريعته. أنتِ السلاح يا مربية الأجيال، سلاح ضد نفسك، إن كنت واعية، متى ما كانت النفسُ أمارةً بالسوء في لحظة غضب أو غيرة أو شك أو جهل أو استعجال. فالوعي يوقظ النفس، ويمنعها من الزلل؛ بالوعي والعلم يتغلب العقل على العاطفة، في أحلك المواقف.. عزيزتي: أنت السلاح، ضد أي فكر هدام لك ولأسرتك ومجتمعك، متى ما تسلحت بسلاح العلم الشرعي، و وعيت دورك في الحياة. عزيزتي: قد تقفين موقفًا لم يقف فيه الرجال.. ولا يعني ذلك أن تتعالي عليهم، أو تساوي نفسك بهم، إنما تظل القوامة للرجل، وتظلين قوية باعترافك له، بهذه القوامة، ولتسعدي بمميزاتك التي حباك الله بها، من رقة وحياء وأنوثة، تجعلك مصدر حب وأمان ولطف، ورعاية لمن حولك، ومهما بلغت من قوة وشدة، فإنها تظل في إطار الأنوثة. أنتِ السلاح : لمجتمع حققت فيه المجد، وفق الكتاب والسنة مجد يفوق أي مجد، فلا تقارنيه بغيره؛ لأنك لن تجدي ذلك. أنتِ السلاح؛ حين تتكالب المغريات من حولك فتثبتين، وحين تواجهين المنعطفات، فتتخذين الطريق الآمن، وحين تُمتحنين فتصبرين. عزيزتي المرأة : أنتِ لم تخلقي من أجل تتبع فلانة أو علانة ولا من أجل كسب رضا الناس أيًا كانوا، فرضا الناس غاية لا تدرك. أنتِ السلاح، فلا تلتفتي لكل ناعق، ولا تغتري بما يحاك كذبًا وزورًا، قد تسمعين من امرأة تجربة ما، تدعو فيها إلى التمرد بدعوى الحقوق، هنا أقول لك احذري أن تشاطريها الجهل والغباء؛ فحقوقك كاملة في ظل الإسلام. أيتها المصونة: ضعفك في الإسلام قوة؛ قوة حق جاءت لتضمن لك كل حقوقك المسلوبة في عصور الجهل الغابرة؛ بل واللاحقة ممن طمست على عقولهم بقايا الجاهلية. روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ). أي تشريف أن يُعتنى بك في ظل الإسلام، ويختصك نبي الرحمة بالرفق والاهتمام..! أنتِ السلاح ؛ فلتكن خطاك ثابتة؛ لأن هناك من يتبعنٓكِ في نفس المسار. أنتِ السلاح، فاستمدي قوتك من القرآن، وتأملي ما جاء فيه بشأنك؛ لتعلمي أنه مهما علت أصوات للمرأة بدونه فهي ( نعيق) ومهما بدا للآخرين من حقوق لك، فهي بدون القرآن وتشريعه ليست بحقوق؛ إنما ( عقوق تلو عقوق). عزيزتي: أنتِ ورقة رابحة في يد من اعتز بدينه، وسار على هدي نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وما عداه، فلن تكوني إلا كسابقة وُئدت، ومن حقوقها سُلبت..! أيتها الأم : تأملي معي قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أمك، ثم أمك، ثم أمك..) أيتها البنت، والأخت تأملي: عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قالمن عال ابنتين أو ثلاثاً ؛ أو أختين أو ثلاثاً كنت أنا وهو يوم القيامة هكذا ؛ وأشار بالسبابة والتي تليها). أيتها النساء جميعًا: عدن إلى القرآن لتدركن كيف جاءت الآيات لترفع من شأنكن؛ لتنعمن بكامل حقوقكن. أيتها الفتاة أنت أنثى بناءة .. بما تحملينه من تلك الإيجابية التي جعلت من حياتك عطاءً لأهلك ومجتمعك بل وامتد العطاء للأمة، تزرعين الخير في كل جانب ،وتدركين بمشاعرك مسؤولياتك أمام كل موقف ، تحية ودعوة لتلك المرأة الصابرة رغم قساوة ما تواجهه من مصاعب الحياة، تقف صامدةً مثابرةً لتقول : (كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين) حينها تتذلل لها كل صعوبات الحياة ، فتسير في طريقها محدثة أجمل تغيير نحو الأفضل وبكل إيجابية ، عدتها وعتادها التوكل على الله والثقة بتوفيقه ولسان حالها يقول: ربي معي فمن الذي أخشى إذن..؟ مادام ربي يحسن التدبير..!