عندما يفارقك من تكن له حبا واحتراما:- فلابد أن تتأثر, وعندما يرحل من أمام ناظريك من يستقبلك بابتسامة لا تكن لأحد غلا ولا حقدا فلابد:- أن تتألم, وعندما يترجل جيل لن يتكرر بل مدرسة وجامعة من العمل التعليمي و التطوعي و الأخلاق الحميدة فإنك:- ستتمزق ألما لرحيله. شيخنا وفارسنا لا يحب الظهور الإعلامي أو البهرجة الإعلامية ولا تعرفه قنوات الإعلام أو التواصل الاجتماعي أو الشبكات العنكبوتية بل يعمل في صمت و هدوء, وفي المقابل فإن:- الأسر الفقيرة والمحتاجة تعرفه...والدعوة والإرشاد تعرفه...والمساجد والمنابر تعرفه...و الجمعيات الخيرية ودور تحفيظ القرآن تعرفه...وأهل العلم والإصلاح والصلاح تعرفه...و نحن نعرفه بصلاحه و ورعه وتقواه. لن يجرحك وليس ضعفا منه, ولن يسبك وليس جبنا فيه, و سيدافع عنك في غيابك ولن يخبرك جِبّلة فيه, لن يقول لك (لا) ليرضيك ويصحح خطأك بأسلوب عقلاني وعلمي مبسط، عمل طوال خدمته ولم يُذكر إلا بالخير بل لا أعلم أن أحدا ذكره بشر, وكما قال صلى الله عليه وسلم(أنتم شهود الله في أرضه). حقيقة أنني بكيت عندما تأكدت منه شخصيا بأنه...(رحل)،بل إن هذه الكلمة تأخذ في نفسي تأثيرا كبيرا لمن أحبه وأجله و عشت معه حقبة من الزمن و عرفت معدن الرجل و لامست سيرته العطرة عن كثب بل و استمعت لحديثه الواثق مما يقول أو ينقل أو حتى يستمع بعقل وتمعن. لا بد أنكم وأنا معكم تريدون معرفة هذا الفارس المغاور الذي يغشى محياه ابتسامة بحياء لا يعرف الخبث لها طريقا...إنه صديقي العزيز و أخي الأستاذ/سعد بن ظافر آل ظاهر رئيس قسم الإدارة المدرسية بمكتب خميس مشيط. ولو كتبت فيه دواوين لم أُفيه حقه فهو أجل من ذلك ،وفي المقابل فهو لا ينتظر مني ذلك وليس مهما في قاموسه أو جداول أعماله المديح أو الإطراء، فهو في هم أكبر مما نفكر فيه و عمل يفوق أعمالنا يريد أن يتفرغ لعمل جليل فاسأل الله أن يوفقه و يسخره و يستعمله في طاعته. يا بو عمر مريت في حزة ساهي على الديار اللي بها حسك يونسها سألتهم:-وين الشيخ وعلومه؟ أبو عمر سعد الوجه والفال جامعها قالوا:-تقاعد وشدّ عنا في أمان الله وترك قلوب الأحباب تبكي وتنعاها هذيك الأيام وهو بين الأحباب وجلاسه و ينثر عبير حكاه ولا نمل كثرتها واليوم مجلس الشيخ قل رواده وقل الحديث وعافت النفس طرياها فيا بو عمر لك منزل عالي و متعالي بين الحنايا وبين الحشى والقلب مرّبعها فودعتك الله كريما عفوا نتعزوابه ويحفظك ربي و يسترك و يوسع مسالكها ففي حفظ الله أبا عمر و لن تكون هذا نهاية المطاف ولكن النفوس العظيمة والتي تعودت على البذل والعطاء والتضحيات لن تتقهقر أو تنثني أو تحيد, فقد عودتنا أبا عمر أن تكون دائما جبلا أشم لتحمي من حولك, و تتحمل الصعاب ليستريح من معك رغم معاناتك, و نهر جار من الكرم بل معين لا ينضب من الأخلاق الحميدة, وترفع عن سفاسف الأمور والرقي لمعالى ومكارم الأخلاق. فلن أقول وداعا بل:- إلى لقاءات متجددة ولعل... العهد القديم يعود ودهر تولى يا أبا عمر يعود. أخوك/مرداس202