✒ إن الحب عبادة عظيمة يتقرب بها إلى الله عزوجل ولها أقسام أولها حب الله ورسوله وهو أن يكون الله ورسوله أحب إلينا من أنفسنا واهلينا وأبنائنا وأموالنا . فنطيع أوامره ونجتنب نواهيه وما يغضبه ونتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمر فليس لنا الخيره في ذلك إنما نحن مسلمون نقول سمعنا وأطعنا قال تعالي وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا). وهذه أوامر الله وآياته بينها لكم فاطيعوه واتقوه فيما تقولون وراجعوا أنفسكم وقيسوها هل تطبقون أم تخالفون. فان الله جعل أخوة الدين من أوثق عري الإسلام وما أجمل أهل المدينة "يثرب" الذين فهموها وطبقوها مع إخوانهم المهاجرين ألا نقتدي بهم. فإن الله عز وجل جعل من لوازم العقيدة والعبادة والسلوك والمعاملة أخوة الدين ؛ فإنها أعلى من رابطة النسب والقرابة، قال تعالى: (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )). وقال عزوجل في موضع آخرلَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). إنها معالم الأخوة الإيمانية الثابتة والتي لا تزيدها الأيام إلا قوةً ورسوخاً وقرباً ، وأداءً لحقوقها وموجباتها كما قال عليه الصلاة والسلام: { المسلم أخو المسلم, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يُسْلِمُهُ}. وقد حث الله عز وجل على الترابط والتواد والتراحم، ونبذ الفرقة والقطعية فقال تعالى: (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ )). فأمة الإسلام أمة واحدة لا يعتريها التفريق والانقسام، فهي كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً كما قال صلى الله عليه وسلم. وهذ المحبة في الله هي عبادة في حد ذاتها للتقرب إلى الله عز وجل وكسب رضوانه ، وهي من الأعمال الصالحة، ومن أوثق عرى الإيمان. وقال جل وعلا في وصف تلك المحبة والإخوة والعبادة : " وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ًما ألفت بين قلوبهم " . وقال سبحانه " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا ً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون ". فلنعتصم بحبل جميعاً ولنكن يداً واحدة مخلصين لله في عبادته وتوحيده وأداء حقوقه وواجباته فإن ذلك هو سبب النجاة من هذه الفتن المتلاطمة: إلزم يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن خانتك أركانُ وفي خاتمة هذه المقالة أوصي نفسي وأحبتي بتقوى الله تعالى فهي أساس كل فلاح وصلاح في الدارين .