قال إمام وخطيب المسجد النبويد الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة: الفتن تتكاثر كلما قربت القيامة وتشتبه في أول ورودها وتستبين في آخر أمورها ، فلا ينجو منها إلا من اعتصم بالقرآن والسنة ولزم الجماعة. وأضاف : أقبلوا على كتاب ربكم ففيه عزكم وسعادتكم وصلاح أحوالكم وفيه فوزكم بعد موتكم وبه عصمتكم ونجاحكم من الفتن فلا ينجو منها إلا من اعتصم بالقرآن والسنة ولزم الجماعة فتدبروا كتاب الله عز وجل واعملوا به واحفظوا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقوم به الدين وتصح به العقيدة وتكمل به العبادة ، لا سيما الأحاديث الجامعة لأحكام الإسلام المشتملة على الفضائل واعرفوا معانيها للتمسك بها والعمل ، فهذا منهج السلف الصالح الذين قال الله تعالى فيهم : " وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " . وأوصى خطيب الحرم بتقوى الله جل وعلا بالتقرب إليه بالأعمال الصالحات ، ومجانبة المحرمات فما فاز إلا المتقون ، وما خاب وخسر إلا المتبعون للأهواء والمفرطون. وقال : أيها المسلمون حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وأيقظوا القلوب من غفلتها وكفوا النفوس عن محرمات لذائذها ، وبادروا بالتوبة قبل حلول الأجل ، وانقطاع الأمل وتعذر العمل ، فأنتم ترون سرعة انقضاء الأعوام ، وما بعد الحياة إلا الممات ، وما بعد الموت إلا دار النعيم أو دار العذاب الأليم ، وكما تعملون للدنيا الفانية فاعملوا للآخرة الباقية قال تعالى : " بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ " . وأضاف : اتقوا الله في السر والعلانية فبالتقوى تنالون أعلى الدرجات وتفوزون بالخيرات في الحياة وبعد الممات ، عباد الله تدبروا قول الله تعالى " : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ، ففي هذه الآية تعاون وتناصر وتناصح وتكافل وأخوة رحمة ومودة .