أُختاه دعيني أهمس لقلبك الطاهر بهذه الهمسات حباً فيك واقتفاءً لأمر الخالق تبارك وتعالى ثم لامر نبيه صلى الله عليه وسلم اُختاه إن الله تعالى خلقنا لعبادته والسعي في رضاه وعلى شرعه ونهجه القويم لم يخلقنا عبثاً دون حساب او عقاب ! وهبنا اعمارنا محددة وبالمقابل اجزل لنا العطاء - نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم - بحيث جعل مقابل الاعمال الصغيرة اجوراً كثيره ممتدة الى قيام الساعه !! وفي المقابل جعل ايضاً هناك ذنوباً جارية قد تكون مغلفة بلباس الخير ومزينة به ! فتنبهي يا اُخيتي ! ولتعلمي أنك عند الله غالية وقلبك اغلى واطهر وأنقى فهو محل نظر ربك اليك وهو سبحانه يغار عليه إن راه تعلق بما لا يحب له ولا يليق به ! بل قد يكون ذاك سبباً في هلاك القلب وصاحبته !- نسال الله السلامه - ولذا من حكمة الرب جل وعلا أن جعل- وهو الذي خلقك وابدع صنعك - حولك حصوناً قوية منيعة ليس تقليلاً لشأنك !! لكن لعِظم قدرك ومكانتك ، فأثرك في المجتمع لا يخفى على عين الفطن اللبيب ولا يغيب عن باله فهو مستوطن داخله حتى وإن لم يفصح عنه . فأنتِ يا غاليه خُلقتي لعمارة دنياك واخرتك واعطاك المولى عمراً تسعين فيه لزراعة اخرتك ولتتزودي لتنعمي في آخرتك لم يخلقك ربك لترفعي رصيد غيرك على حساب نفسك ! فأنت اذكى وقدرك اعلى ! فارتفعي عن مواطن الشبهات واياك والانجراف مع تيار ينكره القلب الحيي المؤمن تيار يتصادم مع فطرتك السليمة و مبادئ دينك القويم ! واحذري الفتن الخفية التي زُينت في ثياب الخير ومن اهمها ! فتنة مشاهير السوشل ميديا ! ونخص منهم الرجال ! فإن حكم النظر اليهم لا يختلف عليه اثنين ! فالمرأة كالرجل وقد نزلت آية صريحة تأمليها بعين قلبك لتعرفي اهمية البصر وخطورة إطلاقة فيما حرم الله [ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ] اتت هذه الاية مباشرة بعد أمر الرجال بغض أبصارهم وخاطبهم في هذا الامر بصفة المؤمنين لانهم هم الذين ينقادون لامر ربهم مسلمين اليه مطيعين امره بدون مناقشة او جدال ! ( جعلنا الله منهم ) ولنزداد يقيناً بخطورة النظر للجنس الاخر ( رجالاً أو نساءً ) فقد تواردت الاحاديث في النهي عن اطلاق البصر واهمها قوله عليه الصلاة والسلام ": لا تتبع النظر النظرة، فإن لك الأولى وليس لك الآخرة". تأملي !! الاولى فقط ! اما تكرارها فهو عليك بمعنى وزرها واثمها ! فإن البصر من المداخل المهمه النافذة الى القلب بقوة فتفسده وتسير به الى الموت البطئ حتى يصبح ( اسوداً لا ينكر معروفاً ) ورحم الله من قال: كل الحوادث مبدأها من النظر**** ومعظم النار من مستصغر الشرر والمرء ما دام ذا عين يقلبها **** في أعين العين موقوف على الخطر كم نظرة فتكت في قلب صاحبها **** فتك السهام بلا قوس ولا وتر يسر ناظره ما ضر خاطره **** لا مرحبا بسرور عاد بالضرر فالبصر امره عظيم ومن وفقه الله على المحافظة عليه وغضه عما حرم فإن الله يرزقه نعمٌ جليلة من اهمها : 1/ محبة الله وولايته 2/سلامة القلب وطهارته . 3/ يوهب الغاض لبصره نوراً وفراسة عجيبة ! 4/ تزكى نفسه وتكون سريعه للخيرات وغيرها الكثير الكثير لا يحصيه الا رب السماء ، فلا تحرمي نفسكِ القرب من ربك ونيل رضوانه وزيدي حيائك فأنت يا أختاه للحرمين ابنة وراضية بما يقضيه الله تعالى لك من أوامر ونواهي لحفظ كرامتك وأنوثتك: أختاه يفقد هذا الكون معناه لولا رضانا بما يقضي به الله أختاه ياشمعة بالحب موقدة ويانشيداً فم الإخلاص غناه إذا وصلنا برب الكون أنفسنا فما الذي في حياة الناس نخشاه