إلى كل شاب وإلى كل فتاة، أعلموا أن الموت أكبر صدق في حياتنا، وأن العمر قصير مهما طال، وإن أردت أن تفعل المعاصي يا أخي فاذهب إلى مكان لا يراك فيه الله، وإن وجدت المكان ستقول إن السماوات والأرض ملك لله، فمادمت تعرف ألا تستحي من الله وتستحي من الناس والله يسترك وأنت تعصي، يا أخي إن الله وهو الرزاق وهو المعين وهو المهين وهو أرحم علينا من أمهاتنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،"إن لم تستحِ فأفعل ما شئت". هل تعلم يا أخي وأنت طفل صغير والكل نيام من يوقظ الأم لصوتك، تقول قلب الأم، لا بل هي رحمة الله، وتجعلها سعيدة وهي تخدمك في أجمل ساعات النوم، سخرها الله لخدمتك ألا نشكره، يقول رب العزة:"عبدي إذا تقدم لي ذراعاً تقدمت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"، يا رب أنا وكل العباد إن لم نمشِ بأجسادنا فقلوبنا تدعوك وتتمنى رضاك، يا رب رحماك علينا فرحمتك وسعت كل شيء. إلى أختي المسلمة ألا تعلمي عندما ترسلين صورتك في الجوال فإن كل من رأها فقد زنا بك، أنت لا تعلمين كم من الآلاف رأوا الصورة، تأملي ولو للحظات يوم القيامة وعظمته، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه، تأملي نساء مسلمات هن أهل للطهارة والعفة والشرف، قد تكون جارتك أو أختك، حفظت العرض وأكرمت زوجها في غيابه فأصبحت من أهل الحياء ومن أهل الجنة، تأملي عندما ينادي عليك وقد زنا فيك كل من رأى الصورة، يقول رب العزة هذا لحم عفن أعطيتها جمال الوجه فقتلت به جمال الخلق وقتلت العفة والحياء، فلا ينظر الله فيك وتقادين إلى النار، ويبكي على حالك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويقول يا ليتها لم تكن من أمة محمد، ولا يشفع فيك يوم الشفاعة، وتساقين إلى الدرك الأسفل من النار، لأنك لم تحافظي على أمانة الجسد وقتلتي أمانة العرض والعقل. أما أصحاب العفة فينظر الله إليهم ويقول لكم الجنة ويعطيهم جمالاً أجمل من جواري الحور، ويبارك الله في أزواجهم، انظري أين تحبي أن تكوني، لا تقولي الشيطان الشيطان يقول إني أخاف الله رب العالمين، ويقول إلا عبادك المتقين، فلماذا لا نكون كلنا من المتقين، باب التوبة مفتوح ولكن التوبة النصوحة، توبة بلا رجعة، توبة بندم وحزن ورجوع إلى الله العلي القدير. وأنت يا أخي اعلم من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته وفضحه في وسط داره، عندما ترسل صورة فتاة لأحد عن طريق الجوال فأعلم كأنك تزني، وأعلم أنك من الذين تحب أن تشيع الفاحشة في المؤمنين، وهذا باب من أبواب الكفر يا أخي وعقابه أشد في الدنيا والآخرة. يا أخي لا تكون سبباً في فساد الشباب وقتل الدين يوم القيامة، كلنا يخاف من ذنبه وأنت تحمل آلاف الذنوب، اعتبر وارجع وتُب إلى الله، وكن من الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم"سبعة يظلهم الله بظله يوم القيامة، رجل دعته امرأة ذات مال وجمال فقال إني أخاف الله"... الله ما أروعها من خيفة وما أجمله من حياء، حان الوقت يا أخي أن تخاف الله وتستحي من ربك، لتكن من أهل الحياء ولتكن من أهل الجنة، وأهل الرجوع إلى الله بالجسد والعقل. محمد يونس الفرحاني - الرياض