تصحو على صوت المؤذن كل يوم تصحو على الله أكبر ، فتهرع مسرعة إلى مائها وتتوضأ كانت تبدأ يومها بالصلاة توقد النار وتطعم أهلها ، ثم بعد ذلك تطعم البهائم وترعاها ، وفي طريق عودتها للمنزل تجلب حطب وماء ، أبنائها لا يرونها سوى مجدة مثابرة في سبيل توفير القدر اللازم من الحياة الكريمة لهم ، لأنهم همها الوحيد ، همها الذي نذرت نفسها لخدمته كانت توقضهم للصلاة وتطعمهم حباً الصلاة وتسمعهم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، مع قلة ذات اليد كانت الطمئنينة تكتنفهم وتسدل عليهم أستارها بفضل الله وكرمه رغم ماكان يعتريها من تعب البسطاء كانت مسرورة تنعم بالسكينة كانت تنفر من عيون الغرباء و تسدل على جسدها جلباب الحياء كانت ذات قيم وقيمة همها رضا الله في كل حال ثم قلبوا حياتها رأساً على عقب ذهبوا بها إلى الغرب الغرب المتحضّر أو بالأحرى المحتضر ونزعوا عنها رداء الحياء بحجة الحرية الزائفة الهوجاء بحجة المساوة المقيتة المساوة التي سلبتها دينها وسترها وعفافها وكأنها هي والرجال سواء ! أهذه الحرية التي تريدها؟ والتي لم تنل منها سوى بوادر البغاء فأمست سافرة متبرجة جوفاء سقيمة ، فأهملت دينها وبيتها والأبناء لم تعد تصلي كما كانت حينما كانت لا تتوق للإغراء فتهاوت وتداعت أمام أعين الغرباء وعلمت بعد فوات الأوان أنها حمقاء وتمنت أن تعود بها الأيام إلى زمن النقاء ذلك الزمن الجميل الذي كان لها فيه كرامة وعزة وإباء ذلك الزمن الذي لطالما ختمت يومها فيه بالصلاة والدعاء ، تلك هي الأم العربية عفواً بل الأمة العربية إلا من رحم الله بندر ظافر العمري @bddua