ستظل مشكلة التقدم والتخلف والرجعية والدونية مشكلة تورق النخب من العرب ,و سيظل شبح كلمة العالم الثالث أو الدول النامية أو الشرق المتخلف يقض مضاجع صانعي القرار ومديري مقدرات الوطن العربي ,وستظل مدى صحتها تراود صاحبي العقول الحركية شأنهم بذلك شأن الرعاع والسواد الأعظم من الناس ,وستظل هذه المصطلحات وإثبات صحتها أو نفيها مخاض عسرا قد يتمخض عنه يساريين ويمنين ومتطرفين ومحايدين وغيرهم من الطوابير النيرة .. كنت أقرأ قبل قليل كتاب خرافة التقدم والتخلف لجلال أمين وكنت أنظر من كافة جوانبه هل تخلف العرب مؤامرة خارجية مفروضة بعد (سايكس بيكو)أو (اوسلو )أو (كامب ديفيد )كي لاينهض العملاق الضخم الذي يلتهم البروز الإقتصادي بل قد نقول التفوق والسياسي والإجتماعي والعلمي والتربوي وقيادة العالم نحو التحرر من هيمنة المؤسسة الدينية والسياسية ويتحرر العقل من الخرافة والدجل المفروض . 1- يعاني العرب من أزمات كثيرة جدا تنخر من جسده وتفت من عضده وأصابته بالعاهة المستدامة التي لاتفارق كينونته المعروفة بالتمرد والإعتزاز بالذات وحب القيادة الشخصية وبروز الانا على مصلحة الأمة وبقاء الشخص على بقاء الأمة وهذا أعظم مايلف الأمة أن تنتج الأمة من بين جنبيها خونة يبيعون لغيرهم لتخسر أمتهم ولهم وجوه الأبرياء وأرواح الشياطين التي تمكر ليل نهار وتجوب الأفاق كي تضع الأمة في الشرك. 2- ويعاني العرب من تعثرهم وتخبط خبط عشواء في قضايا متخلفة جدا من العصور الحجرية تؤخرهم عن النقاش والخروج بنتائج مرضية وملموسة كالتنمية وتعثر العلوم والثقافة والمعارف مثل قضايا المرأة وقضايا الليبرالية والعلمانية وهي قضايا من لاقضايا له فالعرب يغردون خارج السرب ويسبحون عكس التيار ويدورن خارج المجرة ودرب التبانة .. 3- ويعاني العرب من تزعم من هو ليس كفو للزعامة فقاد العرب للحضيض وسار بهم نحو الهاوية فعادوا القهقرى عشرات العقود وحكم عليهم أنهم متخلفين ولايستحقون العلم فحرمهم من أعظم سبب لرقي الأمم وتمدن الشعوب , وحكم عليهم أنهم لايحسنون إدارة المال فتفرد به وتركهم في الجحيم , وحكم عليهم أنهم لايجيدون إدارة دفة العملية الحكومية والإنتقال السياسي فبنى لهم معتقلات التبت وألجمهم بالحديد والنار وأوهمهم أنه الشمس التي لاتستغني الحقول عنها والقمر الذي لاملاذ للسائر منه والنجم الذي يستدل به المسافر فأدخل الإرهاب والقتل والحرب الأهلية إن سقط من الكرسي وأنجدع أنفه . 4- ويعاني العرب من الفخر فيما بينهم وكأنهم أبناء الله كم يزعم اليهود وماهم إلا بشر يخطئون ويصيبون ويحق لهم الفخر بقدر مايقدمون للإنسانية ويساهمون في نشر السلام والعدل في المعمورة وعلى وجه البسيطة فذاك يقول أنا من العرب القحطانية اليمنية وأنا من العرب المضرية العدنانية وذاك يقول من مصر وذا من المملكة وذاك يقول يإبن الخيمة ويامتخلف وغيرها من المصطلحات النتنة التي لاثقل لها إلا في عقول المتخلفين والرجعين والسوقية .. 5 - ويعاني العرب من أيد ندية وكفوف سخية للعالم ويهبون لنجدته في النائبات ويقدمون الغالي والرخيص لإرضاء العالم وخطب رضاه وأما إخوتهم فأبعد مايكونون من النجدة والحمية والمرؤة ويختلقون الأعذار أن نجدتهم ستكون مرتعا خطب لتفريخ الإرهارب وحضننا دافئا لنمو المتطرفين وهو صحيح مرتعا خصب للثالوث الخطير المرض والفقر والمرض ..