أطلعت على مقال الأستاذ طلال آل الشيخ المنشور في " الوطن " العدد 4107 بتاريخ 03/02/1433ه بعنوان ( ارحمونا من " الهيئة " ) .. وسعدت بجراءة الطرح والاختيار الذكي للعنوان , الذي حفزني وشجعني على المشاركة في التعليق إجمالاً وتخصيصاً .. فمن جهة أقول وبكل أمانة إن الشيء إذا زاد عن حده , كانت نتائجه سلبية بل قد تكون النتائج في مجملها عكسية , وهذا وللأسف قدرنا , فعندما يحسن ولي الأمر الظن في إجراء معين .. تأتي النتائج مخيبة للآمال والطموحات والهمم العالية .. والهيئات والتي زاد عددها وتكاثر ثم اختفت بركاتها ليست استثناء .. ولكنها إجراء يهدف ولي الأمر وما زال من وراءه إلى الإصلاح ما أستطاع ... وما زال الأمل في كل مخلص من أبناء هذا الوطن الحبيب مشرقا ًومبشراً بكل خير بإذن الله .. النقطة الأخيرة في المقال .. والمتعلقة باقتراح أحد أعضاء مجلس الشورى منح أعضاء المجلس وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى وما يرافقه من مميزات .. فإنني أشير وباختصار إلى أن أعضاء مجلس الشورى مواطنين قبل أن يكونوا أعضاء في المجلس ويستحقون التكريم مثلهم مثل غيرهم .. والغريب أن من أقترح النظام أسقط أعضاء مجلس الشورى , في حين ورد في هذا النظام جميع شرائح المجتمع دون استثناء بل إنه شمل حتى المقيمين والأجانب من جميع الجنسيات .. وتصحيح الخطأ بالإضافة أو الحذف وبالقبول أو الرفض من الأمور الإيجابية ومن قواعد العمل في المجلس .. وأنا لا أذيع سراً إذا قلت أنه ورد إلى مجلس الشورى أنظمة تخص أمن الدولة ولم يكن عضو مجلس الشورى ضمن الفئة المعنية ، ولم يتردد مجلس الشورى ومن باب الأمانة من إضافة عضو مجلس الشورى خلال فترة عضويته .. وهذا ما يؤكد أن المجلس يعمل بعيداً عن المصالح والأهواء , وأن مصلحة الوطن والمواطن هي الركيزة والمعيار في الأداء .. ثم إن هذا الوسام كما غيره من الأوسمة هو عبارة عن تقدير معنوي من ولي الأمر ينعم به على من يراه .. وولي الأمر كرم عضو مجلس الشورى بالاختيار ومنحه ثقته .. والإنعام من قبل ولي الأمر على عضو مجلس الشورى بهذا الوسام أو بما هو أعلا منه أو أدنى هو من باب التقدير والتكريم .. وفيه أسوة بالغير من مواطنين وغيرهم .. وللعلم فإن من بين الأعضاء الأمير والوزير ونائب الوزير والعسكري ووكيل الوزارة والسفير ورجل الأعمال والمتقاعد .. وعضوية المجلس ومن هذا المنطلق لا تسقط حق العضو في تكريم أو تقدير يستحقه أسوة بغيره .. كونه ينتمي إلى أي شريحة من الشرائح التي ذكرناها وورد ذكرها أيضاً في النظام المذكور .. وأنا هنا لا أذيع سراً .. إذا قلت أن عضو مجلس الشورى محروم حتى من العلاج في أي مستشفى حكومي وبناء على اقتراح غير موفق من أحد المسئولين السابقين عن المستشفيات التخصصية .. وكلنا نتذكر عضو مجلس الشورى والذي مكث جثمانه مسجي في أحد الشوارع في الرياض أكثر من خمس ساعات وكأنه قطعة تالفة سقطت من إطار سيارة متهالكة .. ثم إن جميع أعضاء مجلس الشورى وكما هو معلوم للجميع يؤدون عملهم الوطني الذي ائتمنهم عليه ولي الأمر وهم تحت القسم .. وهذا هو الدافع الحقيقي الذي ينطلقون منه في أداء هذا الواجب النبيل في خدمة وطنهم .. وليس من أجل أي مميزات أخرى .. كما أنه لا توجد أي مميزات أخرى لعضو مجلس الشورى قد يحسده الغير عليها .. بل أنني أتحسر على نفسي عندما أرى مسئولاً في أي مطار من مطارات المملكة .. أقل أهمية من عضو مجلس الشورى وحوله جيش من المستقبلين والمودعين من موظفي إدارته .. يمتطي هو وأسرته وأقاربه أفخر السيارات الحكومية .. وتسخر له كل إمكانيات إدارته ، في حين أن عضو مجلس الشورى لا يحظى حتى ولو بتعامل لطيف من أحد موظفي الخطوط السعودية في أي مطار داخلي .. وختاماً أؤكد أن أعضاء مجلس الشورى أولاً وأخيراً مواطنون ولم يأتوا من كوكب أخر .. عبد الوهاب محمد آل مجثل عضو مجلس الشورى