ما من مسئول يُرشح أو يُعين في منصب من المناصب الهامة في الدولة إلا ويكون التصريح الأول له في أي لقاء إعلامي أو جماهيري هو تنفيذ تعليمات ولاة الأمر وخدمة المواطن والعمل على بذل قصارى جهده من أجل تحقيق التنمية والازدهار للوطن. بل قد تكون التصريحات الأول من اللقاءات التي تُجرى مع أولئك المسئولين في بداية تنصيبهم بمثابة وثيقة شرف وعقد عمل لأنهم في الغالب يدلون بتصريحات تؤكد حرصهم على العمل وجديتهم في الأمر ومحاسبة المقصر وتحقيق العدل ، وفي بعض الأحيان يضع المسئول رقماً مميزاً ويحدد موعداً معيناً ليثبت للجميع أنه حريص على التطوير وساعي من أجل التنوير. وكل ما تقدم جميل ورائع لأن ذلك يدل على كفاءة المسئول ونزاهته في العمل وأنه الاختيار الصحيح للمسئول المناسب في المكان المناسب ، وأنه حقاً وضع في هذا المنصب ليَخدم لا ليُخدم. وعلى الرغم من أن أولئك المسئولين الذي ادعوا حب الوطن وخدمة المواطن يتحول البعض منهم إلى عقبة صعبة المسلك عسيرة العبور، لا يمكن أن يتحقق من خلاله أعمال ولا يسجل له انجاز وإنما وعود لا تًرجى وأعمال لا تُرضي. القسم الذي أداه الوزراء المعيّنين قبل أيام أمام الملك وفي حضرة الأمراء من القيادات العليا في هذه الدولة يجعل أولئك الوزراء أكثر تحملاً للمسئولية وبعداً عن الفوقية ومحافظة على السرية ومحاسبة للنفس البشرية. القسم يعني أيها الوزير أنك مسئول في الدنيا عن كل صغيرة وكبيرة في وزارتك وماذا عملت وماذا قدمت خلال فترة تكليفك وهل كنت مثالاً للثقة التي أولاك إياها ولي الأمر وكفؤاً للعمل الذي تشرفت به. القسم يعني أيها الوزير أنك مسئول في الآخرة عن هذه الوزارة التي توليت ذروة سنامها وارتقيت سلم مجدها وهل عملت بإخلاص وتخلصت من كل شائبة تحبط العمل وتنقص الأجر. الأولى من كل وزير أن يسخر وسائل الإعلام وقنوات التواصل الإعلامية في مصلحة المواطنين حتى تصل إليه معاناة الناس وحاجات السائلين ولا يسخر قنوات الإعلام لخدمة شؤونه وتلميع أعماله وتلبية رغباته. عموماً أعانكم الله أيها الوزراء وسدد خطاكم وليكن كلام المليك واختياره لكم حافزاً لكم لبذل العطاء وباعثاً للنفس لخلوصها من حظوظ الدنيا والعمل من أجل إسعاد الناس وإرضاء رب الناس ، فليجتهد كل وزير ليضع بصمته ويترك أثره الذي يشهد له عند ربه.