أشعر أن جمعة ( البشائر ) كانت قَدَراً مباركاً ، نفخت – بفضل الله - مفرقعات جمعة ( خُفَّي حنين ) فأحالتها أثرا بعد عين ، لتبدأ معها قطرات غيث عميم سيكون – برحمة الله - سحَّاً جللاً غدقاً طبقاً نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل ، يسقي الله به البلاد ويجعله بلاغا للحاضر والباد ، والغيث إذا انهمر فلن يتوقف عطاؤه ، وسيرى الشعب الكريم – إن شاء الله – من الملك الكريم برامج الإصلاح الديني والدنيوي تترا على منهاج النبوة في هذا العهد السعودي الزاهر . ولعمر الله لحفظ حقوق علمائنا ومؤسساتنا الشرعية ولسحق فتنة ( خُفَّي حنين ) ولوحدة قلوبنا واجتماع كلمتنا على هدي الوحيين أحب إلى قلوبنا من ألف ألف راتب ، وألف ألف قصر ، وألف ألف مشفى ، فكيف وقد رمتنا الأوامر الملكية بفلذات أكبادها !!! نعم .. نعم .. ديننا الإسلامي الحنيف مستودع الحقوق المادية والمعنوية ، الفردية والجماعية ، وعلماؤنا ومؤسساتنا الشرعية هي اللسان الناطق بهذه الحقوق ، وسيعوِّل عليها الشعب كل آماله في برامج الإصلاح الشاملة حين تشرح للناس جميعا بأقوالها وأفعالها – كل في مجاله الذي يعمل فيه - معنى قوله تعالى : ( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه ) وحين ترفع للجميع شعار ( حقوق الله مبنية على المسامحة لكن حقوق العباد مبنية على المشاحة ) وحين تتبنى سياسة شرعية راقية تبتغي فيما آتاها الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبها من الدنيا بغية تحقيق عيش كريم للفرد والمجتمع ( فتجعل الدين - بعدله وشموله - حارسا للدنيا ، وحاضَّاً على استثمار مكنوناتها المادية والمعنوية على أحسن وجه ) عندها سيكون علماؤنا الأبرار وولاتنا الأخيار وعقلاؤنا الأحرار - كل في مجال تخصصه - في طليعة برامجنا الإصلاحية النابعة من ذواتنا وستكون مرحلتنا القادمة – بعون الله تعالى - شامة في جبين الشعوب حين يقوم إصلاحها الميمون مؤطرا بدينها وقيمها وأخلاقها وأصالتها بعيدا عن المشاغبات التي أحالت الديار بلاقع ، يوم أن كان إصلاحها - الذي لا يُدرَى أن سيتجه ولا من سيقطفه - مفروضا بقوة الصرخات ، أو مدفونا تحت قذائف الطائرات وأفواه الراجمات . لقد أنطقت ( جمعة البشائر ) كل غيور على دينه ودولته ليقول : شكرا يا خادم الحرمين الشريفين ، وهاهم أبناؤك - المحبون لدينهم ووطنهم - في الخفاء والجلاء يرددون ( شفاك الله ولا أشفاك ) . د . خليل بن عبدالله الحدري