هذه ليست صناعة عادية إنما هي صناعة حديثة ومتقدمة استطاعت فرض نفسها على كل كيان في العالم وجعلت عين المشاهد هي الأقرب إلى الواقع بل أنها تمثل أساس الوقائع التي تحدث في الشعوب وهذه الأفكار قد تكون لها سلبيات وإيجابيات بحيث تكون المعادلة صحيحة ومتزنة لكن هنا نتأمل ونرى بعين ثاقبة وبأذن سامعة أن السلبيات الأكثر اتساعاً وسيطرة على أغلب مجريات الحياة وبدأت تؤثر تأثيراً كبيراً على نفسية المشاهد فلم يعد يعرف المرء من أين يأتي بإجابة على أسئلة قد تكون غير صحيحة أو ليس لها أساس من الصحة حيث أصبح له مصدقون ومكذبون يعشقونه عن قرب.. وعلى الرغم من أنه سمة من سمات العصر الحديث والتطور الحضاري والنهضة الصناعية والتكنولوجيا الحديثة.. إلاّ أنه أصبح يسيطر على الكيان العام والخاص بين الأُسر ويهيمن على العلاقة بين الأفراد وذلك بما يبثه التلفزيون من برامج عديدة ومتنوعة خلال ساعات متواصلة.. وقد تختلف فيه الأفكار والآراء على قنوات مختلفة.. لكنه هنا لا بد أن يظل مشروعاً هادفاً وتوعوياً وينبغي أن تحدث بعض التغييرات في الطريقة العشوائية لتلك البرامج وتلك القنوات التي تثير الفتن والخراب والحروب وأن تظل الملامح الهادفة والمتحضرة بصورة حديثة وهذا ليس إنكاراً للدور المبذول والجهد المرسوم في كثير من هذه الأفكار وهذه البرمجة الهادفة التي تخاطب كافة المستويات ومختلف الأعمار في الشارع ومع ذلك يجب استغلال هذه البرامج لما فيه صلاح الفرد والمجتمع وليكن الهدف الأساسي هو التوعية والحرص على تجنب إشعال نيران الفتن.. بل أنه يجب أن تُقدم جرعات من الثقافة والأدب والفن بصورة مختلفة مما يكون لها أثر في ترك فرصة لأعمار الفكر والعقل معاً.. وهذا يجب أن نواجهه بصراحة وألا نستغل توصيل الثقافة إلى أذهان الناس بطريقة غير مباشرة.. وهذه الأشياء قد تعطي صورة مشوشة وفي الأغلب خاطئة.. فما تبثه وسائل الإعلام هذه الأيام سموم قاتلة وفتاكة تؤدي إلى تفكك المجتمعات وإحلال الخوف والقلق والفتن لدليل قاطع على أن هناك غزواً فكرياً وثقافيا موجها من تلك القنوات في الشرق الأوسط للأسف. بقلم / علي حنبص سعيد آل موسي