عتقد أنه ليس غريبا أن تضن ذلك ، فالإعلام غير الحر والمنقسم إلى قسمين .. الأول رسالة رسمية تقليدية ، والثاني مشروع تجاري ربحي بحت ليس له هدف ولا رسالة أشمل من الربحية . الأول : لا يكاد دعم المرسل ليفي بمتطلباته بسبب ازدهار سوق الدعاية والإعلان الذي يفي بالمهمة ويزيد ، وفي سبيل ذلك تجد نسبة كبيرة من كتاب الأعمدة في الصحف الورقية تجاوزت الكتابة في عموده اليومي الأربعين سنة أو تزيد . فإذا عرفت أن الكاتب \" رجل أعمال \" وأن للجريدة مصلحة مادية في استقطاب أغلب إعلاناته التجارية بشكل مستمر عرفت سر \" ديمومة \" عموده اليومي وصورته التي تتصدر عنوانه ! بينما يكون من السهل عليك أن تدرك أن الرجل لن يظل طوال هذه المدة يكتب بشكل يومي ليملأ فراغ عموده اليومي ، فهو أولا تاجر ومن غير المنطق أن يجد الوقت الكافي للكتابة بشكل يومي ، وثانيا من المؤكد أن عمره قبل عشرين سنة من الآن قد تجاوز نمط الكتابة في عموده بمراحل بينما العمود ثابتا شكلا ومضمونا إلى هذه اللحظة ! أما القسم الثاني : فهو نوع من الإعلام الخاص الذي يطغى الجانب الربحي على رسالته ولن تكن ملاما أن رجحت الدعاية المدفوعة أن شاهدت ضيفا على برنامج \" إضاءات \" على سبيل المثال يتحدث عن نفسه بشكل دعائي أو كأنه قادم من كوكب آخر !! تركي سليم الأكلبي [email protected]