هنا في صحيفة \" أزد \" الالكترونية كتب قارئ كريم سمى نفسه \" التطرف المحمود \" تعليقا على مقال كنت قد كتبته عن التطرفبعنوان \" التطرف سلوك دفاعي .. وتعويض \" فقال في تعليقه : ( من يسعى للتغيير ايضاً متطرف خطير وخطير جدا والذين يقودون التطرف التغييري لا يحملون أي قيم إسلاميه إلا من رحم الله لذلك فان التغيير راسا سيصتدم بدفاع شريف يسميه التنويريين الملحدين تطرف وربما خوارج وربما إرهابيين متشددين ، فالتغيير القادم تغيير حتى في عبادة الله وهذا مرفوض دينيا واجتماعيا وفطريا . ) ولإثارة هذا التعليق جوانب أخرى في موضوع التطرف وجدت أنه ربما من المفيد طرحه في مقال مستقل . حسنا ، سأتفق مع المعلق الكريم على أن وجود \" داعية \" أو دعاة لاستبدال ديننا بأي دين آخر ، أو إلى \" أللا دين \" ، أو لتحليل الربا والتعامل به ، وفتح دور الخمور ، ومحلات بيع لحوم الخنزير ، و\" الكابريهات \" والملاهي الليلية ورقص الفتيات عاريات وكاسيات . ليس هذا فحسب ، بل دعوة المرأة \" للعمل \" في هذه المجالات باعتباره عمل وحسب يقيهن شر الفقر !! ورغم أن شيئا من هذا هراء ووهم وخرافة ما بعدها خرافة ، فلو حدث شيء من ذلك فستقوم على \" الداعية \" إليه حرب دامية ليس فقط من علماء الدين أو من المؤسسات الرسمية الحكومية بل حتى من عامة الشعب السعودي فنحن مجتمع يمثل ديننا الإسلامي بقيمه الثابت نسبة كبيرة من دمائنا التي تجري في عروقنا .. ومع هذا الوهم المرضي إلا أن بعض التطرف في مواجهة هذا التطرف المضاد – لو وجد - هو رد فعل طبيعي وهو نوع من خلق التوازن الطبيعي . أن الإشكالية الكبرى هي في \" الأسود والأبيض \" ، وخلط الأوراق والمفاهيم ، وعدم محاولة الاعتراف بما ينبغي تغييره ومالا ينبغي تغييره ، أو الإصرار على مزج الثابت والمتغير أو الثابت والمتحول . وهي في التشكيك والقفز فوق الدور القوي لعناصر التمييز بين ضالتنا التي نحن أولى بها ومن أهمها ما ثبت في الإسلام – فكروا وأعملوا وأنتجوا – وبين ضالتهم التي هي لهم ! ومن أهم هذه العناصر العقل والوازع الديني والتربوي ثم التشريع الإسلامي الصحيح ودور هيئاته التنفيذية . ولعل من نتائج تخطي هذه المقومات ومحاولة احتكار الفهم الصحيح لمصالح المجتمع سد الذرائع وليس فتحها للأفضل والإيجابي المتوافق مع التعاليم الإسلامية ، ونشؤ القضية السعودية الكبرى .. قضية المرأة - على غرار القضية العربية الكبرى .. قضية فلسطين – ! ، والتصدي لتطوير المناهج الدراسية وأساليب التعليم والانغلاق على المناهج \" الكتاتيبية \" ، و\" تدنى الرؤية \" إلى أدنى مستوى لها فلا يرى من إشكالات وقضايا اجتماعية إلا المشروع التغريبي الشامل و( \" تكشير \" الفتاة السعودية ) ، ومن أجل ذلك هناك من يقول للفساد : \" خذ راحتك البيت بيتك\"! وأخيرا ، نشؤ صورة أخرى من صور التأثير السلبي \" للتطرف \" تتمثل في وصم الرأي الآخر بالإلحاد بل أن أي دعوة للتغيير في بعض جوانب الأوضاع القائمة لنشر مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة والقضاء على الاحتكار المادي وأحادية الرأي هي دعوة إلى التغيير في عبادة الله كما جاء كم جاء في تعليق القارئ الكريم وهو للمثال وليس الحصر .! [email protected]