من ذاكرتي عن رمضان ( 1 ) يوم من أيام رمضان زمان محمد إبراهيم فايع أجمل رمضان عندي ما جاء في الشتاء فله نكهة خاصة وذكريات لا تفارق البال كنزول المطر والنسمات الباردة والجلوس إلى المدفأة، أو ما يعرف في عسير ب » الكانون أو الصلل «. حين تهب نسمات الفجر الباردة كانت الدراسة في أيام رمضان غير محببة لدى جيلي رغم ما يقال بأن رمضان شهر عمل وصبر، كنا نعود بعد المدرسة إلى البيت لم نكن ننام لساعات كما هو حال كثير من البيوت اليوم، كان بعضنا يذهب لصلاة العصر وأتذكر أنني كنت أصلي أغلب الأوقات بما فيها صلاة التراويح إما في جامع الخميس الكبير مع الشيخ سعيد بن عياش القاضي السابق بمحكمة الخميس، وكان من يؤذن ويؤم بالصلاة - أحيانا - إمامه الحالي الشيخ أحمد الحواشي، أو أصلي في مسجد النملة والذي انتقل للآذان فيه مشبب بن عواض مؤذن الجامع الكبير سابقا، والذي انتقل إلى رحمة الله قبيل فترة عن عمر ناهز ال120سنة، وأتذكر منظر الناس بعيد صلاة العصر وهم في أنحاء المسجد يقرؤون القرآن الكريم حتى قبيل الإفطار، وحينما أعود إلى البيت أجتمع مع أفراد الأسرة حول مائدة الإفطار - سأتحدث لاحقا عن بعض الأكلات الشعبية في رمضان الخاصة بالمنطقة - وليس لنا من وسيلة ترفيه سوى التلفزيون نتحلق حوله بعد أن جاء إلى المنطقة بعد منتصف التسعينيات الهجرية، وكان بدون ألوان في بداية بثه ولكنه كان وسيلة تثقيف وترفيه، ولم يكن فيه برامج خليعة أو خادشة للحياء كما هي بعض البرامج اليوم في بعض الفضائيات العربية، وكان أكثر ما يجذبنا إليه برنامج « على مائدة الإفطار « للشيخ علي الطنطاوي وله برنامج آخر بعنوان « نور وهداية « وبرنامج « في ظلال القرآن « وبرنامج « منكم وإليكم « للشيخ عبدالعزيز المسند، رحمه الله، وبرنامج « من كل بحر قطرة» للمذيع سامي عودة رحمه الله وبعض التمثيليات والفوازير وغيرها، ولم يكن الناس يسهرون إلى ساعات متأخرة كما هم اليوم من أجل أن يقوموا للسحور تطبيقا للسنة « تسحروا فإن في السحور بركة « ثم يستعدون لصلاة الفجر وفي اليوم التالي كل واحد يستعد ليوم جديد وأتذكر أننا كنا بعيد الإفطار كنا نتسابق مع أطفال الحي للحاق بصلاة المغرب في المسجد وكنا نصادف في الطريق نحو الجامع الشيخ ابن عياش وهو يسارع بالخطى ليؤم المصلين فنسير إلى جواره وهو يداعبنا بلطف ويستحثنا على الصلاة وحتى حكاية رمضانية أخرى لكم مني تحية.