كَثيرٌ مِن الناس ما لم يَكونوا لِيَتعرفوا على مَدى قابليةِ استيعابِهِم وخزنِهم للمعلومات أو حتى مَدى الإستفادةِ مِما يَقرأون .. والغيّر مِن هؤلاء هُم تِلكَ العَيّنة التي وفدّت إلى عالم الكتابةِ والأدب دونَ أن يَكونَ لها صِلة سابقة في ذلِكَ أو دراسةٍ مُتخصِصة ؛ إنما فوقيةِ استقراءاتِهِم أثمرتْ عَن انبثاق تلكَ الشخصية مِن تحتِ رمادِ الحروف كطائِر الفيّنيق .. وقد حظوا بِمكانةٍ بينَ كتّابِ الأدب والإعلام لِدرجةِ الشُّهرة .. فلحجمِ وكثافةِ ما يُطالِعُهُ المَرءُ ويُتابعَهُ يُظهرُ التشخيصَ في الميول الكتابي .. وأولَ .. \" بل أهمَّ \" ما يُبادرُ الذِهن هو طريقة ُ النَّبش بين دهاليزِ المعرفة .. وكلامي هنا ليسَ تقليدياً ولا أرتمي بهِ بعيداً وأصطادُ العبارات من فكري المُزدحِم من الإسقاطاتِ التي تدورُ حولي لأحمِلكُم وزراً ليسَ لكم فيهِ ذنبا فقد تعوَّدتُ على مطاردةِ ما يُجيشَ به فِكرَ الأولين والآخرين حتى ويكأني أثيرُ الغبارَ عن بعضِها لاجتيازَ مفاوزَ المعلومة عِنوة \" كما هي الخيول حينما تصول في ساحةِ الوغى \" ألفِكرُ وطلبُ المعرفة طريقٌ طويلٌ لا بداية َ له ولا نهاية وبِما أننا نتعامل مع هذا الحيّز الضّيق بمساحتهِ وبمعلوماتيةٍ واسِعة كعالم الشبكة العنكبوتية الإفتراضي بِما له وما عليه ؛ ونقضي ساعاتٍ طويلة أمامَ هذا العالمُ السّاحِر بكل ما يحتويه من تناقضات في المضامين ؛ يُمكِنُنا بنوع اجتهادِنا واستقامةِ ميولِنا اختيار دهاليزه المضيئة والإبتعاد عن المظلمةِ التي توقِعُنا في الشَّرَك .. والأمرُ جد بسيط .. ولا يتجاوز أكثر من دقيقتين ؛ فبينما نقوم بالتَّصَفح ونقرأ عُنواناً لموضوعٍ في أحدِ أقسامِ منتدىً مُعيّن .. // \" الأقسام التي تستميلها عقولنا وفِكرنا وأرواحِنا لأجل الرّقي \" سَواءَ أكُنّا مِن أعضاء الموقِع أم مُجرد زوّار .. // وضِمن العِنوان مُصطلحٌ لا نفهمه بل سَمعنا عنه .. علينا أن لا نتركَ ذلِك الموضوع بذريعةٍ واهية إلا وهي ...........! \" لا أريد أن أشلّ تفكيري ؛ لا أريد أن أتعلم ؛ لا أريد أن أعرف ؛ وإن قرأت ماذا سيؤخِر ويُقدم ما سأقرأه \"... إلخ مِن الذرائِع البعيدة عن المنطقية .. هذهِ هي الجريمة بحدِ ذاتِها اتجاه أسمى ما منحنا الله \" الفِكر النابع مِن العَقل \" بل علينا أن نُصِّرَ على معرفةِ ما نسمعَ عنهُ ولا نفهمه .. وننسخُ العِنوان ثم نلصِقهُ مستعينين بالبحث \" غوغل / والكل يَعرفُ ذلِك \" ستُظهر لنا عدّة شروحاتٍ لِما كُنّا نجهل .. إضافة إلى قدرتِنا على مناقشة الباقين في نفس الموضوع ليس عن طريق \" النسخ واللصق \" وإنما عن طريق قراءتِنا لِما حوتهُ الروابِط .. لستُ ببارعة في النقاش على النّحو الذي يتوقعه الكثير .. لكني ومنذ استخدامي لهذه التقنية أمارسُ تلكَ الطريقة للوصول إلى غايتي في الأمور التي لم تَمّر عليّ مِن خلال ما احتضنته واكتسبتهُ مِن الكُتب .. ! فأجدُ نفسي شاكرة لذلك الشخص الذي حفزَّني على البحث لأجل زيادةِ معلوماتي .. الجاهزية لا تخدمنا في كل شيء .. حتى على مستوى المعلومة وهذه الحالة جرّبتها كثيراً فأي شيء يَصِّب في الدلالة المعرفية يترسخ بذهني إن بحثت عنه بنفسي أكثرَ مِن أن أشحذه مِن شخصٍ آخر .. قدْ يَكون لدي وقت أكثرَ مِن البعض ؛ وقد يكون وقتي أقلَّ مِن الآخرين لكنني لا أستحثكم على اتباع مهارةٍ ما أو توجيهكم بقدرِ اتّباعي واقتداءي بما جاءَ في حديثٍ مِن نبيّ الهُدى .. قالَ رسول الله صلوات الله عليه وسلامه : ( لا خيرَ في عِلمٍ تعلمهُ ولا تُعلِّمه ) صدقَ رسول الله .. هذا هو ديدني وما تعلّمتهُ في زمنٍ يحتاجُ مِنّا أن نَكونَ أكثرَ فِطنة ويقظة .. زمنُ \" ويكأنَ الفِكرَ فيهِ عُبابةً ** كشتيتِ أيامِ البئيسِ العاشِقِ / كما قرأته مِن أحدِهم \" فقد تواردّت علينا المفاهيم من كل حَدبٍ وصوب ؛ وإن لم نُفتّح عقولِنا سيأخذنا التيار .. انتهجتُ هذا السبيلَ لأتمكنَ مِن إزاحةِ بعضَ النتوءاتِ مِن على جبين الأيامِ تاهتْ واختفتْ عن صوابِ الدّربِ وعلى هذا المِنوال شيّدتُ لنفسي مُدناً لا أضِّلُ الطريقَ بِها ومُستمرة ٌ في ذلِك إن وهبني الله عُمراً ؛ دونَ اختلاطٍ في مفاهيمٍ متعفنة تدخل بغشٍ وغبش في مسرى دماءي معتمدة ً على نتيجةٍ حتميةٍ وهي إن مَن خلقَ هذا المُفكِّر وخلقني هو الله سبحانهُ وتعالى وأعطاهُ نفس العَقل ؛ فلِمَ لا أتمكن من توظيف عقلي ...!؟ كما يفعلَ حتى لو بأقل درجةٍ لأنفعَ نفسي ويرضى عنّي الله وأنفع غيري جُهد ما استطعتْ \" رَحِمَ الله مَن نَفّعَ واستَنفع .. \" أليستْ فِكرة جديرة بالإهتمام في استغلالِ لابتوباتِنا وفراغ وقتِنا ؟؟ خصوصاً وإن العطلة الصيفية على الأبوابِ فالعقل يحتاجُ إلى النزهةِ كما العينين وباقي الجَّسَد .. وفقكُم الله لِما فيه الخير والسّداد