ما أن فرغت من قراءة خبر مداهمة الشرطة لشقة في حي عرقة بها 13 شابا وهم يرتدون أزياء نسائية وبحوزتهم خمور ومخدرات حتى ورد على ذاكرتي ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم \" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ \" وقلت لا يجب أن تمر علينا هذه الحادثة دون توقف طويل عندها لنتعرف على الأسباب التي أدت بشباب ينتمون للمملكة العربية السعودية إلى سلك سلوكيات شاذة لم تكن معروفة عند شباب الأمس، فلا يكفي أن نقول إن ما حدث هو نتيجة لما يتعرض له الشباب من حرب على الأخلاقيات في الفضائيات وهو أمر لا أحد يقوى على نكرانه ولكن لابد أن هناك أسبابا أخرى أدت بهم إلى أن يتحولوا إلى جنس ثالث بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولعل قصة الشاب أو الضابط المزيف الذي قبض عليه ليست عنا ببعيد من قصة هؤلاء الذين قبض عليهم . فهل نقول إنهم عاطلون فمن أين أتوا بالمال ليستأجروا شقة ويقيموا فيها ملهى كبيرا يمارسون فيه نزواتهم ؟ ومن أين اتوا بالمخدرات ؟ ثم ماذا يعني وجود 13 شابا شاذا في شقة واحدة وكلهم متلبسون بالجرم اللا أخلاقي؟ حقيقة يجب أن يكون الخبر ملهما لدراسات عاجلة لعلماء الاجتماع دراسات بحثية تبحث في السلوكيات الشاذة والدخيلة على مجتمع مسلم كان محافظا لم تكن من قبل مسيطرة على شباب الوطن دراسات تقدم نتائج واضحة لصناع القرار ليضعوا الحلول الناجعة للقضاء على سلوكيات شاذة قبل أن نكتشف أن هناك مزيدا من شقة عرقة الكثير . فالشاعر يقول: إن الشباب والفراغ والجدة .. مفسدة للمرء أي مفسدة وشبابنا يعانون الفراغ ولديهم الصحة ويواجهون تحديات خطيرة تستهدف أخلاقياتهم، وإذا لم يجدوا ما يفرغون فيه طاقاتهم من جوانب الخير وتقام لهم ملاعب ومراكز وأندية وأماكن يقضون فيها أوقاتهم أماكن تكون مكشوفة وتحت نظر المجتمع فليس أمامهم إلا جوانب الشر والغرف المغلقة ليغرقوا في مستنقعه بعيدا عن أنظار الرقيب المجتمعي بعد أن فقدوا الوازع الديني حمى الله شبابنا من كل سوء. [email protected] محمد إبراهيم فايع