قَبلَ البدأ بِكتابةِ موضوعٍ ما أو مَقال .. ! نُحَضِّرُ دواتَنا وأوراقَنا المُجَعدة .. بَعد أن \" تَقفزَ \" مِن عُمقِ ذِهنِنا حالة ً مَجهولة أو شُبِّهَ لنا أنها كذلِك .. علينا وضعَ اعتباراتٍ عن مَدى فائِدة ِ ما \" قفزَ \" مِن ذلِكَ الذّهن وإظهارَهُ للقاريءِ بطريقةٍ تَعودُ إليهِ بالفائِدة .. لا لأجلِ أن نُسَّطِرَ كلاماً مُتبجحاً إن دَلَّ على شيءٍ إنما يَدلُ على رماد حرف وهفوتِه .. كفراغٍ داخلَ آنيةٍ مِن صَفيح ليسَ مِنهُ غير القرقعة .. كجوفٍ يَنزُّ مِن خاصِرة حرفٍ لا يُسمِنَ مِن جوعٍ ولا يُشبِعَ مِن ضريع كثيرة ٌ هي الكلمات والحروف ولكن ليسَ كُلُ مَن مَسكَ القلم طوَّعَ الحرف واسلَمهُ لِما يُريد ( رُبَّ كلمةٍ تقول لِصاحِبها دعني ) .. الحَرف هو مَن ينتقي الحِبرَ والقلم وليسَ العَكس ويأتمِرُ لمروضهِ \" الكاتِب المُلهم \" قد تكون فلسفتي لمفهوم الكتابة مُغايرة للكثير لكنها تدخل ضِمن قناعتي في احترام الكلمة والإبتعاد عَن جعجعاتٍ دون رؤيا رؤوسَ الطواحين أو الطحين .. وما أكسبني سُهدَ الحَرف مُنالاً سِوى ميلادَ مناسِكاً وطقوس تنبثِقُ مِن داخلَ ضميري ؛ متآلفة مَع تكويني كإنسانةٍ خُلِقتْ مِن ( تُرابٍ وهواءٍ ونارٍ وماء ) مُحاولة ٌ للتغلغل في قانون السَببية وعدم التّطاحُن مع المُسَبِبِ الآني لأي حَدث وإنما أمُدُّ نظري إلى أبعدِ مِن ذلِك \" حِشرية يعني \" باستخدامِ السؤال .. ( ما الذي أحدثَ ذلِك ) بدلاً مِن ( مَن ذا الذي أحدثَ ذلِك ) وهناكَ فرق بينَ السؤالين فالأول مَحدود وبديهي والآخر تحليلي وعلمي \" ويوّجع الرأس \" مِن هذا المبدأ عزيزي الذي \" قد تقرأ ... ! \" تَكوَّنتْ الحِضارة القديمة كأسلوب للمعيشة رُغم قِلّة تَنوعُها وبساطة مظاهرها في رفاهيةِ العيش والتُّخمة الصناعية ؛ عِلماً أن ما يُشغلُ إنسانَ اليوم مِن لغةٍ ودين ومظاهرٍ طبيعية نفسُها ما شَغلت إنسانَ أولى الحِضارات .. لكنما الفرق هو الفِطرية في نِطاقٍ أكثرَ ضيقاً مِن العالم المادي وامتزاجهِ بالروحانيات التي تَميلُ في مُعضمِها إلى الخُرافة المُبالغ بِها مِن كلامي أعلاه أجدُ أننا عُدّنا إلى آلاف السنين تراجُعاً ؛ ورُغم حدوث الثورة التكنولوجية والتطورات العلمية والإكتشافات ؛ يبالغُ الكثير في إيمانِهِم بالخُرافة وما ظهور الدَّجالين والسَّحرة اللذين يستغلونَ ذوي العقول الساذجة \" النساءَ مِنهم والرجال للأسف \" إلاّ أحدَ تِلكَ المظاهِر وحتى الرّقية الشرعية ليسَ كُل مَن استخدمها لِعلاجِ المرضى بصورةٍ صحيحة حيثٌ أن هناكَ صِفات ومؤهلات تَمنحُ البعض استخدام هذا التطبيب .. ! لا أعرفُ إن كانَ كلامي سينزلُ في نفوسِكم مُنزلاً حسنا ؛ لكنها بعضُ مِن معاناةِ ارتكاب الكتابة