كَنتيجةٍ طبيعية جداً ؛ تَدفعُ بعضُ الدّول ذاتَ الثَّراء ثمناً باهِضاً سواءَ أكانَ هذا الثمن مادياً أو معنوياً وذلِكَ بِسَببِ فتح بابِ النزوح إليها طلباً للعمل .. ومِن العَيّناتْ التي تَدخل تلكَ البلدان مَن لا تَمتلكَ الجدّارةَ بحقِ الإنتماء إلى المجتمعِ الجديد الذي نزحتْ إليه ؛ بسببِ اختلاف العادات والتقاليد ونوع التربية التي تلقاها ذلِكَ الآتي .. قرأتُ مرةً في كتابِ \" العقد الإجتماعي / لجان جاك روسو \" : ( إن أيّ دولةٍ تعتمِدُ في إدارةِ أعمالِها \" الصغيرة مِنها والكبيرة \" على أناسٍ ليسوا مِن لُحمتِها الوطنية مَصيرها الإخفاق / انتهى كلام \" روسو \" ويأتي كلامُنا : هذا الإخفاق سَيُصيبُ الكثير مِن خُطَطِ الدولة ؛ حتى وإن جنَّدتْ نِصف شعبها الأصليين لِمراقبةِ هؤلاء الآتونَ مِن وراءِ الحدود .. حيثُ أنها لا تتمكن مِن إحكام السيطرة على صِبغة المجتمع الحقيقية عِندما تتوغلُ تلكَ الأفكار والعادات مِن خلالِ هؤلاءِ العَمالة .. ولكن هل \" الدولة \" المسؤول الوحيد عن ذلِك ؟؟؟ سأذكرُ لَكَ مثلاً واحِداً عزيزي القاريء وعليه فقِسْ وبإمكانِك أن تَتعاملَ معَ عقلِك على أنهُ سياديّ للسلطاتِ الثلاثة ( التشريعية والتنفيذية والقضائية ) .. في مرحلةِ ما قبلَ الإرهاصات السياسية التي تعرّض لها العراق والتي أدّت إلى سقوطِ بغداد .. كان الرئيس الراحِل \" صدام حسين \" قد فتَحَ الأبواب مُشَرّعة لاستقدام أيدي عاملة مِن خارج العراق والسبب هو إن العراقيين سيطرَ عليهِم \" التَّبغدد \" مرة أخرة كما في عِهد الخليفة العباسي هرون الرشيد الأمر الذي أدى إلى تعالي أبناء البلد مِن العمل في بعض المنشآت وإدارة بعض الأعمال لدرجات وظيفية مُعيّنة ؛ التي اعتبروها نوع مِن الإهانة لتبغدِدِهم لِهبوطِها الإجتماعي .. وكانت النتيجة إن دخل إلى العراق أعداداً كبيرة مِن العاملين في مختلف الصّنوف الإدارية والصناعية والتربوية .. والتي ترَّتبْ عليها وقوع المحظور مِن الفِعل حيثُ أن أكثر هؤلاءِ ثبت تَجسَسهم لصالِح جهاتٍ الله عالمٌ ما هي إضافة إلى نشر الفساد والعبث في الكثير مِن الإخلاقيات التي ترّبى عليها الشباب ؛ ونَشر الفِرقةِ بَين أبناءِ الشَّعب الواحِد لأنهم بالأساس كانوا مُجَنّدين لِفعلِ الخَراب .. والقائِمة طويلة جداً فيما يَخصّ تلك الإخفاقات .. وقلتْ أغلبَهم لأن هناكَ القليل مِنهم كانوا مأتمَنين على ما أمِنوا عليه .. وعليهِ كانتْ النتائِج السلبية التي لا زلنا ندفعُ ثمنها .. ( الويل لأمةٍ تأكلُ مِما لا تزرع وتلبسُ مِما لا تنتج وتشربُ مِما لا تعصر ) ما حدا بيَّ لِلكتابةِ هو مقالٌ منشور في مُنتدى أزد بِعنوان .. ( متى سَنتَحرّر مِن وطأةِ العَمالة الأجنبية ) فالحلُّ بإيدينا دونَ أن نعرف .. فهل يُعقل إن الدَّولة سَتُمانِع إن استبدلتْ العمالة الأجنبية بأبناءِ بلدِها ..؟ وإن استمرَ جلب تلكَ الأيادي ! إلى مَ ستبقى الدولة بِوضعِ القوانين الإعتبارية \" المُرهِقة \" ؟ لأجل الحيلولة دونَ التَّعرض لِتلكَ المُعوّقاتِ التي طالما يواجِهُها المجتمع السعودي أو غيره مِما ذكرتْ .. وعن مقال \" على لِسان عاطِل \" في صحيفةِ أزد لا أقول لكَ أخي الكريم \" القاسِمي \" سوى \" حبّ ما تَعمل حتى تعمل ما تُحِب \" فأنتم الأمل في البناء الجديد ؛ ولكنَة ُ اليأس تِلك لا تَخدِمُك وأنتَ في بلدٍ تُشبِع الجائِع إن دلفَ حدودِها .. فكيفَ إن كنتَ ابن البلد .. !! وباختصار .. فإنَّ هذا المجتمع خَسِر الكثير بِسبب ثراءهِ ؛ واستُغِلَ أكثر بِسببِ طيبتهِ حفظ الله أرضُ الحَرمين وقبلة المسلمين مِن كل شرٍّ وَوسوسة .. !