مشطت شرطة جدة أجزاء واسعة من المدينة بحثا عن صاحب قبعة سوداء تورط في مقتل شاب في حي المنتزهات البارحة الأولى. لم يكن أمام السلطات غير البحث عن الدليل الوحيد بعد أن تركه الجاني في مقصورة سيارة القتيل، غير أن عمليات البحث والمتابعة لم تستغرق غير وقت قصير، حيث أقر صاحب القبعة بالإجهاز على صديقه بخمس طعنات بسبب خلافات سابقة فشلا في السيطرة عليها. سيناريو الحادث الأليم، الذي شهده شارع طرفي في حي المنتزهات، بدأ ببلاغ عاجل عن شاب مطعون داخل مركبة متوقفة في مكان مظلم، فتحرك فريق أمني متخصص إلى المكان، وعثر على شاب متوفٍ وعلى جسده خمس طعنات غائرة، وافترض المحققون في بادئ الأمر تعرض الشاب إلى اعتداءات من لصوص، غير أن عثورهم على كل أوراق ومتعلقات الشاب الراحل دعاهم إلى التخلي عن فرضية السرقة والتركيز على فرضيات عدة منها؛ تعرض الراحل إلى إعتداء انتقامي من خصوم أو أعداء على خلفية تعدد الطعنات. أثناء التحقيق الميداني، عثر رجال وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شعبة التحريات والبحث الجنائي على قبعة سوداء ملقاة أسفل المقعد الأمامي، وبتحليلها ظهرت عليها آثار دماء تؤكد أن صاحبها غير المجني عليه، فشكل مدير شرطة جدة اللواء على الغامدي ومساعده للأمن الجنائي فريق متابعة برئاسة مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي المقدم محمد نهار، فيما قاد العمل الميداني رئيس مكافحة جرائم الاعتداء على النفس المقدم عيضة المالكي. تركزت أعمال البحث والملاحقة على جانبين؛ أولهما التحري عن خصوم مفترضين للشاب الراحل، والثاني الاستدلال على صاحب القبعة السوداء ولم تكن المهمة سهلة بأية حال عندما توغل رجال الأمن في الأحياء؛ بحثا عن أصحاب القبعات، ونجح رجال البحث في الوصول إلى صديق للراحل اشتهر بارتداء القبعات الملونة وتردد نشوء خلاف طارئ بينه وبين القتيل لتقود التحريات المكثفة إلى تحديد منزل المتهم في أقل من ساعة من حدوث الجريمة، فحاول إنكار صلته بالجريمة، غير أن محاصرته بأسئلة رجال وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس دفعته إلى التراجع والاعتراف فقال «القتيل صديقي، نشبت خلافات بيننا في الفترة الأخيرة، رغبت إبلاغه بضرورة نسيان ما فات وفتح صفحة جديدة، فذهبت إليه وجلسنا سويا في مقصورة مركبته، وبدأنا في الحوار، ارتفعت أصواتنا، فاستللت سكينا أخفيتها تحت ثوبي، وجهت إليه طعنات عدة ولم أعِ ما حدث إلا بعد وجدت صديقي يسقط مضرجا وسط الدماء، ترجلت من السيارة وأخفيت نفسي وأداة الجريمة في منزلي». الناطق الإعلامي المكلف في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق، أشار إلى أن التحقيق مع الجاني لا يزال مستمرا لمعرفة تفاصيل الحادث كافة.