قادت دفوعات «غير مطلوبة» إلى ضبط قاتل اليمني في حي الربوة أمس. وكانت الشرطة وسعت دائرة التحري والتحقيق واستدعت عددا كبيرا من معارف القتيل، لكن أحدهم انبرى للدفاع عن نفسه دون أن توجه له السلطات أية تهمة، ما أثار شكوك المحققين الذين حاصروه بالأسئلة لينهار معترفا بجريمة القتل، ليكشف بذلك سر الجثة المجهولة التي عثر عليها مواطن قرب جدار منزله فجر أمس الأول. ارتكزت التحقيقات على البحث عن محيط عمل ومعارف القتيل، وكشفت التحريات المكثفة أن الراحل ربطته علاقة مع أحد الأشخاص شوهد في مسرح الجريمة ليلة الحدث. وقال شهود عيان إنهم رأوا المتهم يدخل إلى منزل خصمه في ساعة متأخرة من الليل قبل أن يتوارى عن الأنظار. وأجرت الشرطة مسوحات واسعة في منزل القتيل، ولاحظت وجود عبوات مسكر مع دلائل على اجتماع أكثر من رجل وامرأة في ذات المكان، ما أشار إلى شبهة مفسدة في اللقاء الذي انتهى بالجريمة. بدأت سلطات الأمن في البحث عن المشتبه الهارب، وبعد استدعائه بادر المتهم بالدفاع عن نفسه وإنكار علاقته بمقتل الرجل، لكنه فشل في الاستمرار في انكاره واعترف صراحة بقتل اليمني إثر خلاف طارئ وقدم تفاصيل ما حدث في ليلة الموت. وكشفت التحقيقات وجود عناصر أخرى في مسرح الحدث لحظة حدوث الجريمة، ومن بينهم نساء عربيات وأفريقيات، وتم التحفظ عليهم جميعا. وقال المتهم في أقواله إنه اجتمع مع القتيل في مفسدة تطورت إلى شجار انتهى بالقتل، مشيرا إلى أنه لم يكن في كامل وعيه لحظة الجريمة. يشار إلى أن القتيل تلقى أربع طعنات من خصمه وظل ينزف قرابة خمس ساعات قبل أن يعثر مواطن على جثته فجر أمس الأول. وباشرت شرطة جدة مسرح الحدث بمتابعة من مديرها اللواء علي محمد الغامدي، وإشراف مساعده للأمن الجنائي، وبقيادة مدير مركز شرطة النزهة. وضم الفريق رئيس وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شعبة التحريات والبحث الجنائي الذي شرع في تشكيل فريق عمل على مسح موقع الجريمة لجمع البينات والآثار من مسرح الجريمة. وقادت عمليات البحث إلى العثور على أداة الجريمة في موقع قريب. وأبلغ «عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن شهادة الشهود قادت إلى سرعة الكشف عن غموض الحادث، مشيرا إلى أن الجاني في السابعة والعشرين من العمر.