أوصت ندوة سرطان عنق الرحم، التي اختتمت أنشطتها في الشرقية ودعت إليها جمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية، بإنشاء برنامج وطني للكشف المبكر عن أمراض السرطان يتم تطبيقه في المستشفيات والمراكز المتخصصة في المملكة ويعمل على تحديد الخلايا غير الطبيعية والقضاء عليها قبل تحولها إلى خلايا سرطانية، وإدراج لقاحات فيروس سرطان عنق الرحم في فحصوصات ما قبل الزواج، لضمان عدم إصابة السيدات بهذا المرض بعد الزواج، إضافة إلى إجراء المسحة الطبية سنويا للنساء المتزوجات. ورأى استشاري أمراض النساء والولادة والأورام النسائية في مستشفى أرامكو الدكتور حاتم الدباغ، أن نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم لا تتجاوز 1 في المائة عند النساء في المملكة، لافتا إلى إصابة أربع نساء من كل 100 ألف امرأة في المجتمع السعودي، رغم ظهور المرض بشكل ملاحظ في السنوات الأخيرة. وأضاف الدباغ «من المفترض عدم وجود أي حالة إصابة بسرطان عنق الرحم في المملكة، لاحتياج الفيروس المسبب لهذا المرض إلى فترة طويلة وإعطائه علامات مبكرة قبل ظهوره في النساء، حيث إنه يمكن للسيدات التنبؤ قبل إصابتهن من خلال مسحة سنوية لعنق الرحم التي يأخذ من خلالها عينة من الخلايا يتم إرسالها إلى مركز علم الأمراض، الذي بدوره يقوم بتحديد الخلايا غير الطبيعية، وعلى إثره يمكن القضاء على هذه الخلايا قبل تحولها إلى خلايا سرطانية». ونبه الدباغ إلى ضرورة إدراج لقاحات فيروس سرطان عنق الرحم في فحص ما قبل الزواج لضمان عدم إصابة السيدات بهذا المرض بعد الزواج. العوامل المسببة وفي السياق نفسه، أوضح استاذ واستشاري أمراض النساء والولادة في المستشفى الجامعي في الخبر الدكتور عبدالعزيز الملحم، أن سرطان عنق الرحم يعتبر سادس أكثر السرطانات شيوعا في المملكة، حيث تظهر أعراضه على النساء من خلال إفرازات ودم يحدث قبل وبعد الدورة الشهرية أو بعد الانتهاء مباشرة من ممارسة العلاقة الزوجية، إضافة إلى الآلام التي تبدأ في المراحل المتقدمة من هذا المرض، مشيرا إلى أنه ينتشر بنسبة كبيرة لدى النساء مابين عمر 40 49 عاما، ويقل تدريجيا بعد عمر الخمسين. وأفاد أن أبرز العوامل المساعدة على الإصابة تتمثل في الفيروس المسبب، وتناول موانع الحمل، والتدخين. وطالب الملحم بإنشاء برنامج وطني للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم في المستشفيات والمراكز المتخصصة في المملكة. الفحوصات الدورية من جانبه، اعتبر رئيس جمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية عبدالعزيز التركي، أن سرطان عنق الرحم من أخطر أنواع السرطانات، باعتباره الأكثر شيوعا بين النساء على مستوى العالم بعد سرطان الثدي، حيث تتعرض 231 ألف امرأة في العالم للوفاة سنويا إثر إصابتهن بهذا المرض، مشددا على أهمية الفحوصات الدورية التي تساعد في اكتشاف المرض وعلاجه مبكرا، وكذلك تطعيم الفتيات قبل الزواج الذي يقضي على إمكانية الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة كبيرة جدا. العلاج الوقائي وحذر الدكتور إبراهيم الشنيبر من عواقب ابتعاد النساء عن معرفة جوانب وحيثيات مرض سرطان عنق الرحم، نتيجة شعورهن بالحياء والحرج، مبينا أن هذا الابتعاد تسبب في إصابة الكثير من السيدات اللاتي وجدن أنفسهن ضحية لعدم الإلمام بأعراض المرض وأهمية الفحوصات الدورية، إضافة إلى تجاهل تطعيم الفتيات قبل الزواج، والتي تمثل جميعها طوقا للنجاة من الإصابة بسرطان عنق الرحم، أو اكتشافه في مراحل مبكرة تساعد على العلاج. الشنيبر أكد أنه ليس من العيب التعرف على أحد الأمراض التي قد تصيب الأعضاء التناسلية عند السيدات، مطالبا نساء المملكة بالوقوف على أعراض المرض وطرق الوقاية منه لتقليل نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم.