أثناء لقاء ريال مدريد وبرشلونة وتحديداً في استديو التحليل أعادني المذيع الرياضي المتميز خالد ياسين مع المدرب عبدالمجيد الشتالي إلى ذكريات استديو اوربت التحليلي، كان هذا الأمر قبل أكثر من عشر سنوات تقريبا، كانت أول انطلاقة لمفهوم استقطاب الخبرات الرياضية وتحليلها المباشر تلفزيونيا، كانت في اوربت احترافية استقطاب تطوير التعليق الرياضي، كان هناك خالد الحربان ويوسف سيف من أبرز النجوم . في تلك الفترة المبكرة ولدت فكرة الاستثمار التلفزيوني الرياضي بكل ما تعنيه الكلمة، كان المشاهد يحصل على قيمة مضافة لما يدفعه من اشتراك، ونتج عن ذلك دخول ال ART وبقوة بهذا المجال، ونجحت أموال مستثمري ال ART في بروز مفهوم الاحتكار للبطولات المحلية والعربية والدولية وأبرزها نهائيات كأس العالم، ومع الكم بالاستحواذ على أكبر قدر من المنافسات الدولية كانت هناك مشكلة كبيرة جدا بالكيف من حيث المشاكل الفنية الكبيرة التي كانت تحدث للمشتركين وأيضا رداءة ما يقدم لهم، مما جعل مفهوم تفكيك التشفير وبسهولة وبأسعار مغرية عقبة كبيرة في احتكارهم الذي اعتمد على الاستغلال المادي كثيرا ولم يجد اي قبول شعبي له ، خصوصا مع انصياعهم على سبيل المثال لقوة تأثير الإعلام المصري وإتاحتهم الفرصة على سبيل المثال للجمهور المصري لمشاهدة مبارايات كأس العالم مجانا وعلى العكس تماما مع الجمهور السعودي!! وقد تسببت هذه التراكمات مع بعض الظروف التي مر بها مالكو ال ART والتي يعتبر بعضها سرا من الاسرار حتى الآن، الى بزوغ امبراطورية قنوات الجزيرة الرياضية بعد شرائها "الجمل بما حمل " من ال ART ، واستفادتها القصوى من غياب شمس قنوات اوربت الرياضية باستقطابها المتواصل لكفاءات هذه القنوات ، وبروز ايضا قنوات ابوظبي الرياضية من خلال شرائها حقوق الدوري الانجليزي . امام هذا الموجز والمحزن والمحبط لاستثماراتنا السعودية بالقنوات الرياضية، نجد انفسنا للاسف نتأخر كثيرا، وليس فقط اننا نراوح مكاننا، تعيش قناتنا الرياضية السعودية على دوري زين وغيره من المنافسات الرياضية السعودية، والتطور من ناحية تلفزيونية لا جديد بالفعل، رغم ان استثمار القنوات الفضائية الرياضية، يعتبر من الافضل والاسهل والأوفر، متى ما اتيحت لك الامكانيات المادية والبشرية . في اسبانيا التي تشهد اقوى واهم دوري عالمي نجد ان القنوات الرياضية هي المحرك الرئيسي في اهمية وتحريك هذا الدوري، القنوات الرياضية باستثماراتها بهذا الدوري هي من تحدد وقت انطلاق المبارايات حتى لو كانت متأخرة ومتعبة للجمهور ، لاننا هنا نتكلم عن علاقة مصالح هامة، اجور النقل التلفزيوني هي التي تنعش خزينة الاندية، والنقل التلفزيوني هو من يساهم بنجاح وتطور هذه القنوات، ونحن لازلنا ننشغل باحاديثنا عن اسباب انقطاع صوت المعلق عند تسجيل الهدف، وضرورة ان يكون محللو المباراة من نفس الناديين، ولا مشكلة ان تتكرر الوجوه والتحليلات ، ونحن نتفرج وبحسرة لهجرة خالد الشنيف ونواف التمياط وغيرهم لقنوات أخرى ، لان الاحترافية مفقودة للاسف لدينا في عملنا التلفزيوني الرياضي ..!! استثمار الرياضة تلفزيونيا موجودة لدى الجميع، ومفقودة وبقوة لدينا، الرعاة من كبار المعلنين لايرضيهم الحال الذي نعيشه، والمشاهد مل من تكرار المحللين وتكرارهم نفس الكلام بدون اي اضافة للمشاهد، حتى انك تستغرب عندما يطالب بعضهم بتغيير وتغيير خطة اللعب، وكأنه يتوقع المدربين جالسين قدام التلفزيون يستمعون لتنظيرهم وافتائهم . تابعوا احترافية الاستثمار الرياضي لدى الجزيرة وابوظبي الرياضية، وثقوا اننا بدأنا كمستثمرين سعوديين في هذا المجال قبلهم بكثير، ولكن تراجعنا كعادتنا عنهم بكثير جدا، وهذا الامر محبط ومثير للاستفهام بالفعل ..!!