فيما تواصل آليات أمانة جدة العمل بشكل مستمر على تنفيذ مشاريع تخفيض منسوب المياه في بحيرة المسك، يواصل مئات العاملين على صهاريج الصرف الصحي في تفريغ حمولاتهم في البحيرة أمس، ما زاد من حجم تسرب المياه باتجاه الأراضي الواقعة في محيط البحيرة. وأدى تفريغ بعض سائقي الصهاريج حمولاتهم في الأراضي المجاورة قبل الوصول إلى البحيرة رغبة منهم في كسب الوقت على حساب المواقع المجاورة، حيث أسهموا في انتشار البحيرات الملوثة التي كونت بيئة خصبة لتكاثر الحشرات الضارة، ما جدد مخاوف سكان الأحياء القريبة من انتشار الأمراض الوبائية، وبالأخص بعد فيضان مياه الصرف من باطن الأرض إلى خارجها. ورغم العمل المتواصل لأمانة جدة في إنشاء السدود الاحترازية وتنفيذ مشاريع تخفيض منسوب البحيرة، بيد أن تصرف بعض سائقي صهاريج الصرف الصحي في تفريغ حمولاتهم خارج المنطقة المخصصة يبدد كافة الجهود المبذولة للتغلب على مخاوف السكان المجاورين لتجنب مخاطر التسرب وانتشار هاجس الانفجار بين ليلة وضحاها. بدوره، أكد جابر السلمي يقطن حي بريمان أنه يتابع بحيرة المسك منذ عشرة أيام ورصد تزايدا في مستوى منسوب المياه حتى وصل لهذه الدرجة، ما أثار تخوفا حول انفلات السدود الاحترازية، مشيرا إلى أن انتشار بعض البحيرات كون بيئات خصبة لانتشار حمى الضنك. ودعا السلمي وزارة الصحة وأمانة المحافظة إلى معالجة الوضع في أقرب وقت حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه من انتشار للأمراض في مختلف أنحاء جدة. من جهته، اعتبر محمد التاوي من سكان بريمان أن جدة تتألم من جنوبها وشرقها كون حشرة القراد تنتشر في منطقة الخمرة (جنوبي المحافظة) وتداهم السكان بأمراض خطيرة. وبين التاوي أن المياه الملوثة تتسرب من بحيرة المسك إلى الأراضي الفضاء القريبة منهم مكونة بحيرات قاتلة تنقل السموم إلى الأحياء القريبة، مستدلا بابن جيرانه الذي يرقد في مستشفى الملك فهد بسبب شك الأطباء في إصابته بمرض حمى الضنك. وأكد التاوي ازدياد أوضاع البحيرة سوءا يوما بعد آخر من خلال متابعته اليومية لتبعاتها، مشددا على ضرورة التوقف عن سحب المضخات للمياه من بحيرة المسك وتفريغها، ما كون بحيرات متعددة وتسربات خارج أسوار السدود الترابية. ويرى سائقو الصهاريج أن تفريغ الحمولات في بحيرة المسك أسهل لهم من الصب في المحطات المنتشرة في حي الخمرة وبني مالك والرويس كون الازدحام الشديد على هذه المحطات يتسبب في تعطل عملهم لأوقات طويلة ويجبرهم على الانتظار وتفريغ حمولاتهم في الأراضي الفضاء وعدم المغالاة في الأسعار كما حدث في الأيام السابقة، مؤكدين على عدم إشعارهم من الجهات الحكومية المعنية بإيقاف تفريغ حمولاتهم في بحيرة المسك.