لا يبدو أن الحملات الواسعة التي طالت لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيسها عمر المهنا هزت ثقة الأخير بنفسه أو بأعضاء لجنته، إذ يؤكد الرئيس أن بقاءه في منصبه قرار يحدده منتخبوه، لا من يطالبون بإقالته، رافضاً تلك الآراء التي ذهبت إلى أن الحكام السعوديين خذلوا رئيس اللجنة، على رغم اعترافه بالأخطاء الكثيرة التي حدثت هذا الموسم. أبرز القرارات التي لفتت الأنظار نحو لجنة الحكام تمثلت في تراجع رئيس اللجنة عن قراره السابق بمنح الإعلاميين فرصة حضور الاجتماع الشهري للحكام، جاء ذلك للمرة الأولى في الاجتماع الشهري السادس وهو ما علق عليه المهنا في حديثه إلى «الحياة» إذ قال: «يأتي القرار بناء على الطلب الذي تقدم إلي به الحكام بعد الاجتماع الشهري الرابع، واحتراماً لهذه الرغبة قررنا إغلاق اللقاءات الشهرية بشرط عدم تسريب الأخبار من داخل الصالة المغلقة، لكنني وفي حال حدث العكس فلن أتوانى في إعادة الوضع إلى ما كان عليه، الكرة في مرمى الحكام»، وعما جاء في الاجتماعات الأخيرة قال: «حقيقة في بعض المباريات، سواء أكانت في بطولة دوري عبداللطيف جميل أم في كأس الملك أم في دوري ركاء للدرجة الأولى، لم تكن بعض القرارات مقبولة، ولكن بعد اجتماع أعضاء اتحاد القدم وإثر اللقاء الذي تم بين الأخ أحمد عيد والحكام لمسنا تطوراً وارتفاعاً في مستوى الحكام». وتابع المهنا: «ما يحز في النفس تباين طرق التعاطي مع أخطاء الحكم السعودي التقديرية وتلك التي يقع فيها نظيره الأجنبي، إذ إن أخطاء الحكام الأجانب يتم تمريرها بسهولة سواء من مسؤول النادي أم من اللاعب، ويتم التعاطي معها على أنها جزء من اللعبة، لكن هذه المقبلة تختفي تماماً أمام أخطاء الحكم السعودي، فالمفترض أن يتم التعاطي بالطريقة ذاتها مع أخطاء الحكام أياً كانت جنسية الحكم، وأتمنى أن يرتفع معدل التركيز لدى أبنائي وزملائي الحكام وخصوصاً في الجولات المقبلة الحاسمة والمهمة، بغية ضمان الظهور في الصورة الجيدة المعروفة عن الحكم السعودي». ورداً على التصريحات القوية التي أطلقها نائب رئيس الخليج نزيه النصر بعد مباريات فريقه الماضية في دوري «ركاء» قال المهنا: «مبدئي واضح وهو احترام الآراء كافة مهما اختلفت معها، ولا يمكن أن أرد على أي شخص، وكم كنت أتمنى ألّا يكون هذا التشكيك من الأخ نزيه لأن أبناء سيهات يعرفون جيداً من هو عمر المهنا؟ ونحن أبناء وطن واحد تربطنا المحبة والاحترام والتقدير» وزاد: «في مباراة الخليج والوطني لم تكن بعض القرارات التحكيمية مقبولة، وتم إيضاحها في اللقاء الشهري، واعترفنا باستحقاق الخليج ركلة جزاء واحدة، مع احترامي لمن طالب بثلاث ركلات جزاء، والحكم لم يظهر في الشكل المطلوب، لكنني أتمنى ألّا يذهب البعض إلى تفسيرات تتبنى نظرية التعمد والتشكيك، فالأخطاء التحكيمية موجودة، وأتمنى أن تغيب سواء مع فريق الخليج أم مع غيره، لكن قرارات الحكام تبقى في النهاية تقديرية، وما يهمنا هو ألّا تكون مؤثرة في نتائج الفرق». المهنا لا يبدو راضياً تماماً عن عمل لجنته، إذ يقول: «من دون شك لست راضياً في شكل تام عن العمل، وأنا في مقدم المقصرين إذا كان هناك تقصير، لكن الجميع يعرف أننا كنا سبعة أعضاء في هذه اللجنة، وأنا شخصياً فقدت عضدي الأيمن الأخ العزيز إبراهيم العمر شفاه الله، إن عدد الأعضاء يعتبر قليلاً، لكن أتمنى أن يكون هناك تغيير في النظام الأساسي للاتحاد السعودي ليصل مجموع الأعضاء إلى سبعة». لكن المهنا لا يبدو قلقاً من التقييم المنتظر صدوره من الاتحاد السعودي لكرة القدم عن عمل لجنته، موضحاً أنهم يسعون دائماً إلى تقديم الأفضل وتطوير أداء الحكام، وأن التقييم سيشمل اللجان كافة ولن يكون حكراً على لجنته..بحسب الحياة